تشهد العلاقات الألمانية القطرية “تضارباً كبيراً” يتجسد باحتجاج الألمان ضد معاملة قطر للمثليين من ناحية، وتوقيع صفقة غاز كبيرة بين الجانبين من ناحية أخرى، وفق تقرير لصحيفة “ذا غارديان” البريطانية نشرته مساء الثلاثاء.
وقالت الصحيفة في التقرير بأن الشركات الألمانية وقعت مؤخرا اتفاقا مدته 15 عاما لشراء مليوني طن من الغاز المسال من قطر، “مرسلة إشارات متضاربة بشأن الأولوية التي توليها ألمانيا لحقوق الإنسان في الخليج، والتزامها بإمدادات طاقة محايدة الكربون”.
وأوضحت الصحيفة هذا التضارب مشيرة إلى أنه في حين كانت ألمانيا واحدة من أكثر الدول “انتقاداً لقطر في بطولة كأس العالم لمعاملتها المثليين وثنائي الجنس والمتحولين جنسيًا، فضلاً عن ظروف عمل العمال الذين يبنون ملاعب كرة القدم”،فإن وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك، أشاد في الوقت نفسه بالتوصل لاتفاق مدته 15 عاما مع قطر لتوريد الغاز الطبيعي المسال إلى بلاده، بحسب “ذا غارديان”.
وأضاف هابيك، الذي يشغل أيضا منصب عضو حزب الخضر، للصحفيين خلال فعالية في ألمانيا اليوم: “15 عاما أمر رائع… لم أكن لأعارض عقودا مدتها 20 عاما أو أطول”.
وكان هابيك زار قطر في مارس/ آذار الماضي، بعد حوالي شهر من الحرب الروسية الأوكرانية، كجزء من جهود الحكومة لتنويع إمدادات الغاز.
وبموازاة توقيع هذا الاتفاق، تتواصل الحملات الأوروبية ضد تنظيم قطر للمونديال وضد حظرها رفع المثليين شعاراتهم خلال مباريات كأس العالم، انطلاقاً من بريطانيا وألمانيا واشتركت فيها حتى فرنسا، التي تربطها علاقات اقتصادية وتجارية ورياضية وأمنية متقدمة مع الدوحة، وانضم إلى المحرضين الرئيس السابق للاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” السويسري جوزيف سيب بلاتر.
وردا على تلك الحملات، اتهم وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الحكومة الألمانية بـ”التضليل وازدواجية المعايير” على خلفية انتقادها لاستضافة بلاده نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2022.
وفي إطار الحملة، دافع وزراء أوروبيون، وفي مقدمتهم ألمان، عن حق منتخبات بلادهم لكرة القدم، في التعبير عن آرائهم الداعمة لمجتمع المثليين، خلال مباريات كأس العالم في قطر.
وأظهرت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر دعمها لمنتخب بلادها، عندما حضرت مباراة المنتخب الألماني أمام اليابان مرتدية شارة المثلية الملونة.
وجلست الوزيرة الألمانية في المقصورة الرئيسية، حيث كبار الحضور بينهم رئيس الاتحاد الدولي لكرة القديم “الفيفا” جياني إنفانتينو الذي أكد على حظر هذه الراية في المباريات، وفرض عقوبات على اللاعبين في حالة ارتدائها.
وفي 25 نوفمبر/ تشرين ثاني الجاري، تراجعت 7 منتخبات أوروبية، عن ارتداء الشارات الداعمة للمثلية الجنسية خلال مباريات كأس العالم، خشية العقوبات التي أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا” اعتزامه فرضها على المخالفين خلال مونديال قطر 2022، حسب ما نقلت وكالة “أسوشيتيد برس”.
وقالت المنتخبات السبعة، في بيان مشترك، “بصفتنا اتحادات وطنية، لا يمكننا وضع لاعبينا في موقف قد يتعرضون خلاله إلى عقوبات، بما في ذلك الإنذارات، منذ نزولهم إلى أرض الملعب”.
وصدر البيان عن منتخبات إنجلترا، وألمانيا، وبلجيكا، وهولندا، والدنمارك، وويلز، وسويسرا.
وتعرضت قطر أول دولة في منطقة الشرق الأوسط تنظم فعاليات كأس العالم لكرة القدم، لانتقادات قبل البطولة على خلفية مزاعم بسوء معاملتها للعمال المهاجرين.
كما لجأ لاعبو المنتخب الألماني إلى تكميم أفواههم خلال الصورة الرسمية قبيل مباراتهم مع اليابان في افتتاح منافسات المجموعة الخامسة، احتجاجا على رفض الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) السماح لهم بارتداء شارات لدعم المثليين.