رئيسيشؤون دولية

البنتاغون يدرس تزويد أوكرانيا بنظام الدفاع الجوي “ناسامس” النرويجي

يدرس البنتاغون رفقة دول أعضاء في الحلف الأطلسي “الناتو”، الرهان على تزويد أوكرانيا بمنظومة دفاع نرويجية متطورة، وهي “ناسامس” التي تُستعمل في حماية أجواء العاصمة واشنطن.

وخلال الأسبوعين الأخيرين، ارتفع الحديث عن إرسال بطاريات منظومة “باتريوت” إلى أوكرانيا لاعتراض الصواريخ المجنحة الروسية مثل “كليبر” و”إكسندر”، غير أن الأمر لم يتعد تصريحات سياسية من قادة سياسيين في الحلف الأطلسي وليس العسكريين.

ويعود هذا إلى التشكيك في قدرة الباتريوت على اعتراض الصواريخ الروسية، ثم رفض كل الدول التي تتوفر على هذه المنظومة الصاروخية في الغرب، وهي قليلة، إرسال البطاريات إلى أوكرانيا.

وتتوفر كل من هولندا وألمانيا وإسبانيا واليونان وبولندا على هذه البطاريات.

ويضاف إلى هذا، أن البنتاغون أكد يوم 10 مارس/ آذار الماضي بأنه لا يمكن إرسال الباتريوت، إذ أن كل بطارية تحتاج إلى 90 جنديا أمريكيا لتشغيلها، وواشنطن لن تبعث بجنودها إلى الأراضي الأوكرانية.

وفي إطار البحث عن بديل ولا سيما لتحقيق توازن بين تزويد أوكرانيا بعتاد عسكري للهجوم، مثل قاذفات “هيمارس” وصواريخ “جافلين”، وكذلك للدفاع بحكم تعرض البنى التحتية الأوكرانية وخاصة قطاع الطاقة للتدمير، يحاول البنتاغون، وفق الجريدة الرقمية الأمريكية المتخصصة في الدفاع “ديفانس وان” إقناع الدول الأعضاء في الناتو بإرسال بطاريات صواريخ تسمى “ناسامس” النرويجية- الأمريكية.

وتصنع الشركة النرويجية “كونسبرسغ” منظومة ناسامس المتطورة، وتساعدها شركة رايثون الأمريكية.

وقد اقتنتها عدد من الدول الغربية مثل الولايات المتحدة وإسبانيا وفنلدا ولتوانيا وهولندا وهنغاريا، كما تتوفر عليها بعض الدول العربية وهي قطر وسلطنة عمان.

وهذه المنظومة من نوع “سام” أي تنطلق من الأرض نحو الجو.

وعمليا، حصلت أوكرانيا على بعض الوحدات القليلة من هذه المنظومة واستعملتها. وتشير التقارير العسكرية الأمريكية الأولية إلى أنها نجحت في اعتراض بعض الصواريخ الروسية.

وأكد وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن أنها كانت فعالة، وهي التصريحات التي أكدها كذلك الناطق باسم المجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي.

غير أن هذه المعطيات غير مؤكدة، بحكم أنه لم يتم الإشارة إلى المناطق التي تم فيها اعتراض الصواريخ الروسية.

لكن يبقى الأكيد هو أن الميدان العسكري أثبت نسبيا كيف أعطى نظام “ناسامس” نتائج أحسن من نظامي كروتال الفرنسي وإريس الألماني في مواجهة الصواريخ الروسية، لا سيما وأنها متنقلة وليست ثابتة مما يجعلها تتجنب القصف المعاكس.

ولهذا، تصر أوكرانيا على الحصول على هذه المنظومة.

ورغم أن هذا النظام غير معروف بالقدر الكافي، فقد اعتمدته الولايات المتحدة ضمن أنظمة محلية مثل “ثاد” في توفير الحماية للعاصمة واشنطن، وهذا يدل على أهميته العسكرية.

ووقّع البنتاغون اتفاقية مؤخرا مع الشركة النرويجية والأمريكية بقيمة مليار و200 مليون دولار لإنتاج بطاريات خلال الشهور المقبلة.

وتواجه النرويج والولايات المتحدة تحديات قانونية، فهذا النظام يحتاج إلى الصيانة، ولا يمكن لخبراء نرويجيين وأمريكيين الانتقال إلى أوكرانيا للإشراف على صيانته؛ لأنه يعني المشاركة في الحرب بشكل مباشر، لهذا يدرس البنتاغون نقل السلاح بعد استعماله في أوكرانيا إلى أراضي دولة ثالثة لصيانته.

في الوقت ذاته، يتطلب النظام ستة أشهر من التدريب على استعماله، وكانت النرويج قد قامت بتدريب جنود أوكرانيين على هذه المهمة، لكن عددهم محدود. وبالتالي، إذا جرى نشر هذه المنظومة في عدد من المناطق الأوكرانية، سيحتاج الأمر إلى ستة أشهر من التدريب.

وكانت جريدة “أفتن بوستن” النرويجية قد نشرت سابقا بأن حتى النرويج لا تمتلك العدد الكافي من هذه البطاريات كي ترسلها إلى أوكرانيا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى