كشفت صحيفة “صباح” التركية المقربة من حزب العدالة والتنمية الحاكم، أن المخابرات التركية ضبطت ما قالت إنها خلية تجسس كبيرة تعمل لصالح الموساد الإسرائيلي على الأراضي التركية، وقامت بعملية تجسس واسعة على أشخاص ومؤسسات ومنظمات فلسطينية تعمل في تركيا.
كما تعتبر هذه أحدث عملية تركية تستهدف مشتبهين بالتجسس لصالح المخابرات الإسرائيلية عقب إعادة تطبيع العلاقات بين أنقرة وتل أبيب وتبادل السفراء مؤخراً.
حيث نفذت في السابق سلسلة عمليات أمنية استهدفت مشتبها بهم في العمل لصالح الموساد، وكانت أغلب هذه الخلايا مكلفة بدرجة أساسية بمراقبة شخصيات ومؤسسات فلسطينية تعيش وتعمل من تركيا.
ووفق الصحيفة، فإن عملية أمنية واسعة جرى تنفيذها من قبل مديرية أمن إسطنبول (شعبة المخابرات ومديرية مكافحة الإرهاب) وبالتعاون مع جهاز المخابرات التركي “ميت” وبإشراف المدعي العام لمدينة إسطنبول، واستهدفت شبكة يشتبه أنها تتجسس لصالح الموساد الإسرائيلي، وتستهدف بدرجة أساسية أشخاصا ومؤسسات وجمعيات فلسطينية، ووُصفت بأنها خلية تقوم بعمليات تجسس مدني وعسكري.
وأوضحت الصحيفة في تقرير لها، الأربعاء، أن الخلية عملت إما بتوجيه مباشر من الموساد الإسرائيلي أو لصالح الموساد من خلال شخص يدير ما تسمى “جمعية المحقق الخاص” والتي عملت على تقديم معلومات للموساد مقابل المال بعد أن تخفت تحت بند تقديم “الخدمات الاستشارية” الخاصة.
وأشارات الصحيفة إلى أن الخلية التي يجري ملاحقتها تتكون من 44 شخصاً يتزعمها شخص يترأس ما تسمى “جمعية المحقق الخاص”، والتي تمارس نشاطاً رسمياً.
ولكنها قدمت خدمات تجسس للموساد الإسرائيلي بالتخفي تحت مسمى “الخدمات الاستشارية الخاصة”، حيث جرى اعتقال عدد من المطلوبين وآخرين قيد التحقيق فيما لا يزال عدد منهم طلقاء.
ومن بين 44 شخصاً متهمين في القضية، جرى اعتقال 7 منهم من قبل مديرية أمن إسطنبول وعرضهم على المحكمة واعتقالهم بشكل رسمي، وفيما تتواصل التحقيقات مع عدد آخر من المتهمين، لا تزال تتواصل جهود إلقاء القبض على 13 آخرين متواصلة، ولم تكشف الصحيفة ما إن كانوا داخل أم خارج تركيا.
وأبرز الموقوفين هو “إسماعيل يتيم أوغلو” وهو الرئيس المؤسس لجمعية المحقق الخاص، ورئيس شركة أخرى تعنى بتقديم خدمات “التحقيقات الخاصة”، وبحسب التقرير فإن المتهم عمل سابقاً في الدولة كموظف رسمي قبل أن يتقاعد، كما كان يعطي محاضرات في عدد من الجماعات والمؤتمرات المحلية والدولية حول “تقنيات وطرق بحث المحقق الخاص”.
وقبل عدة أشهر، كشفت وسائل إعلام تركية، أن المخابرات أسقطت شبكة تابعة للموساد الإسرائيلي تعمل على الأراضي التركية، واعتقلت 15 شخصاً جميعهم من جنسيات عربية، ونشرت الصحيفة معلومات تفصيلية عن الشبكة المفترضة.
وجاء في التقرير أن المعتقلين جرى توقيفهم في عملية واسعة بعد عام كامل من التعقب وجمع المعلومات، حيث تبين أنهم التقوا ضباط من المخابرات الإسرائيلية في عدد من الدول خارج تركيا من بينها كرواتيا وسويسرا ورومانيا وكينيا، وأن المخابرات الإسرائيلية سهّلت لهم عبر السفارات، الحصول على تأشيرات للوصول إلى تلك الدول ولقاء ضباط المخابرات لتبادل المعلومات والحصول على دفعات مالية، وجرى ذلك في عواصم أخرى وليس في إسرائيل لتجنب حصول شبهات حولهم.
وأشار التقرير إلى أن عمل شبكة الجواسيس التي كانت تعمل لصالح الموساد، تركز على مراقبة التسهيلات والدعم الذي تقدمه الجهات التركية المختلفة للفلسطينيين في تركيا، ومراقبة أنشطة الفلسطينيين المعادية لإسرائيل، بالإضافة إلى مراقبة الطلاب الأتراك والأجانب الذين يدرسون في مجالات حساسة ويتوقع أن يكون لديهم دور مهم في مجال الصناعات الدفاعية مستقبلا.