صحيفة سويسرية: بدا أن قطر تطلق النار على نفسها.. لكن في النهاية تفوقت كرة القدم على الانتقادات
ارتأت صحيفة نويه زيورخر تسايتنوغ السويسرية، والناطقة بالألمانية، أن قطر استطاعت أن تبرز نفسها عبر استضافة كأس العالم، وتصل إلى ما تريد، وتحقق الخطط التي كان الجميع متشككاً بأمرها بنجاح.
وعبر صفحة ونصف الصفحة أفردتها الصحيفة للتحدث عن المونديال وقطر والانتقادات الغربية التي رافقت استضافة المونديال قالت الصحيفة، الأربعاء: لفترة طويلة بدا الأمر كما لو أن الإمارة قد أطلقت النار على نفسها من خلال إعلانها استضافة كأس العالم، لقد شكّك الجميع بقدرتها، وتم طرح العديد من العراقيل أمامها من قبل الغرب، من حيث فتح ملفات حقوق العمل والمرأة وتجريم المثليين، وغيرها من الأمور، وذلك قبل أسابيع من افتتاح المونديال.
وقالت الصحيفة إن الانتقادات لم تهدأ بحق قطر؛ جرى انتقاد الملف البيئي، وتلوّث المناخ، وحثها على اتخاذ إجراءات حاسمة.. بيد أن القطريين شعروا بالإحباط والغضب جراء هذه الهجمة الغربية، وحاولوا الرد عليها بالطرق الدبلوماسية.
التطور الأهم كان، بحسب الصحيفة، بالتفاف العرب حولها.
لقد بيّنت الجماهير العربية تضامنها مع قطر، فلأول مرة بات العرب قادرين على تصوير أنفسهم بشكل مواز للغرب، وبأنهم قادرون على التخطيط والنجاح.
لقد ساهم تقدم الفريق المغربي في المونديال بخلق التفاف جماهيري واسع حوله، خاصة أنه وقف أمام القوة الاستعمارية القديمة له، بحسب الصحيفة.
وانتقدت الصحيفة السويسرية الانتقادات الغربية التي طغت، بقولها إن العديد شكّكوا بخلفية هذه الانتقادات، وبدت ألمانيا، وبتوقيعها اتفاقية الغاز مع قطر، بالرغم من كل الانتقادات السابقة، بأنها، ومعها الغرب، تطبّق معايير مزدوجة.
وتابعت الصحيفة أن الأوروبيين يتمسكون بقيمهم فقط ما دامت مفيدة لهم. في الواقع، لم يكن الولاء للمبادئ أبداً سمة مهمة للسياسة الغربية في المنطقة.
وعلى الرغم من وضع حقوق المرأة والحقوق المدنية في الخليج والانتقادات الغربية بهذا الخصوص، لم تتوقف الصفقات بين الغرب وشمال أفريقيا والشرق الأوسط، ولم يتوقف إرسال الأسلحة وصفقات التسليح، ولم تتوقف المشاريع النفطية الكبيرة مع الغرب.
لقد ساهمت الانتقادات الغربية في تعاطف عربي مع قطر، وشعور بالنشوة والفخر لكل الإنجازات، وربما في بلدان مثل لبنان والعراق وليبيا ستكون الفرحة قصيرة، وسيعود المواطنون هناك إلى واقعهم الحياتي المؤلم، بيد أن المواطنين في قطر يستطيعون أن يتحدثوا بفخر حول هذا الإنجاز الكبير، وربما يكون هذا من ضمن أهداف القطريين بوضع بلدهم على خارطة الاهتمام العالمي.