أعلن المسجد الكبير في باريس، مساء الخميس، تقديم شكوى قضائية ضد الكاتب الفرنسي ميشيل ويلبيك بسبب تصريحاته “المعادية للإسلام”.
وقال مسجد باريس في بيان، لقد اتخذنا قرار تقديم شكوى قضائية ضد ويلبيك على خلفية تصريحات تثير “الكراهية تجاه المسلمين” أدلى بها في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي في مقابلة مع مجلة Front Populaire الفرنسية.
واعتبر البيان المقابلة بين الكاتب الفرنسي ومؤسس المجلة المذكورة ميشيل أونفراي، “غير مقبولة”، ووصفها بـ”الوحشية”.
وقال ويلبيك في محادثة طويلة مع أونفراي: “عندما تكون مناطق بأكملها تحت السيطرة الإسلامية أعتقد أن أعمال المقاومة ستقع.. ستكون هناك هجمات وإطلاق نار في المساجد والمقاهي، التي يزورها المسلمون في الغالب”.
وأشار البيان إلى أنه “في حين أن انتقاد الدين مسموح به في المجتمع الديمقراطي، فإن التعليقات الواردة في المجلة كانت “تدعو إلى رفض واستبعاد المكون الإسلامي برمته”.
في تصريحاته التي أثارت حفيظة إدارة مسجد باريس الكبير، قال ميشيل ويلبيك: “عندما تكون مناطق بأكملها تحت السيطرة الإسلامية، أعتقد أنه ستقع أعمال مقاومة، وستكون هناك هجمات وعمليات إطلاق نار في المساجد. باختصار باتاكلان بالقلوب”، في إشارة إلى الهجمات التي هزّت باريس عام 2015.
ويضيف: “إن رغبة الفرنسيين الأصليين كما يُقال، ليست أن يندمج المسلمون، بل أن يتوقفوا عن سرقتهم ومهاجمتهم. وإلا فإن الحل الآخر هو أن يغادروا البلاد”.
وحرصت إدارة مسجد باريس الكبير على التذكير بالحكم الأخير الصادر يوم 20 ديسمبر الجاري عن المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان في “قضية زمور” ( إريك زمّور)، بإدانته بالتحريض على الكراهية تجاه المسلمين”، وذلك على خلفية تصريحات له تعود لعام 2016 اعتبر فيها أن “فرنسا تتعرض للغزو والاستعمار من قبل المسلمين”.
وكان قد بُني مسجد باريس تكريما لـ70 ألف مسلم ماتوا من أجل فرنسا خلال الحرب العالمية الأولى، ولكن أيضا لأسباب جيواستراتيجية، بحسب محللين.
وفي عام 1920، تم التصويت في البرلمان على مشروع قانون ينص على إنشاء معهد إسلامي بما في ذلك مسجد ومكتبة وقاعة مؤتمرات، وذلك بعد 15 سنة من قانون 1905 لفصل الكنيسة عن الدولة.
وفي مارس 1922، تم تحديد اتجاه غرفة الصلاة المستقبلية بالنسبة لمكة. في 19 أكتوبر من نفس العام، تم الافتتاح الرسمي لأعمال المبنى المستقبلي، بحضور المارشال هوبير ليوتي، الاستراتيجي العسكري والشخصية الرمزية للاستعمار الفرنسي في المغرب. وافتتح المسجد رسميا في عام 1926.