الحكومة الإسبانية تستنكر قرار مدينة برشلونة تعليق علاقاتها مع إسرائيل
استنكرت الحكومة الإسبانية، مساء الجمعة، القرار الذي اتخذه مجلس مدينة برشلونة بتعليق علاقاتها المؤسسية مع إسرائيل وتوأمتها مع تل أبيب موقتا، معتبرة أن هذا الخيار “الأحادي الجانب” يضر بقيم “انفتاح” المدينة.
وقال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس خلال مؤتمر اقتصادي في برشلونة “لا أعتقد أن التعليق أو القطع أو الطرد ستكون له أي نتيجة إيجابية، أو يبني حوارا بين إسرائيل وفلسطين”.
وأضاف الوزير البارز في الحكومة الاشتراكية “أعتقد أن رسالة برشلونة هي أن تكون مدينة منفتحة، كما هي الحال في إسبانيا” و”أعتقد أن القرار” الذي اتخذته رئيسة بلدية المدينة “يضر بهذه القيمة”.
وكانت رئيسة بلدية برشلونة أدا كولاو، أحد رموز اليسار الراديكالي، قد أعلنت في 8 شباط/فبراير تعليق علاقات المدينة مع إسرائيل وتوأمتها مع تل أبيب “إلى أن تضع السلطات الإسرائيلية حداً للانتهاك الممنهج لحقوق الإنسان ضد الفلسطينيين”.
وتابعت “نأمل أن يكون هذا التعليق موقتًا لأن ما نريده هو الدعوة للتفكير والعمل”.
جاء القرار إثر عريضة رفعتها عدة مجموعات مؤيدة للفلسطينيين في برشلونة.
ولقي القرار ترحيبا في فلسطين، لكنه أثار أيضًا انتقادات شديدة لا سيما من اتحاد الجاليات اليهودية في إسبانيا الذي اعتبره “معاديا للسامية” و”لا يمثّل في الشكل ولا في الجوهر ماهية برشلونة ومواطنيها”.
رحبت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، وحركة “فتح”، اليوم الخميس، بإعلان بلدية برشلونة الإسبانية، إلغاء اتفاقية التوأمة مع تل أبيب رداً على انتهاكات الفصل العنصري (الأبرتهايد) بحق الفلسطينيين.
ودعت وزارة الخارجية، في بيان صحافي، المدن الأخرى إلى اتخاذ خطوات مماثلة “لما تمثله من أهمية للضغط على حكومة إسرائيل لوقف جميع انتهاكاتها وجرائمها بحق الشعب الفلسطيني”.
وأكدت الوزارة على أهمية التحرك الدولي لـ”وقف جميع إجراءات إسرائيل أحادية الجانب غير القانونية، التي تقوّض فرصة تحقيق السلام، وسياساتها المعادية التي تستخف بالقانون الدولي والشرعية الدولية وقراراتها، وتنتهك الاتفاقيات الموقعة”.
وفي السياق ذاته، رحبت حركة “فتح” بقرار بلدية برشلونة، معتبرة أنه “قرار شجاع وحكيم غير خاضع للتهديد ولا المساومة والابتزاز، ويحمل إنذارا للاحتلال للإقلاع عن نهج لا يقبله القانون الدولي”.
وقالت الحركة في بيان صحافي، إن “غياب العدالة والإجراءات الدولية الرادعة تجاه انتهاكات الاحتلال وجرائمه، يشجع إسرائيل على التملص المستمر من العقاب، ويحفزها على ارتكاب المزيد من الانتهاكات”.
ودعت حركة فتح، جميع الدول والحكومات ومجالس البلديات والمؤسسات حول العالم، إلى السير على خطى بلدية برشلونة بمقاطعة المؤسسات التي تدعم الاحتلال الإسرائيلي وتعزز منهج العنصرية والتمييز.