الشرق الاوسطرئيسيشئون أوروبيةمقالات رأي

على خلفية انهيار اقتصاد دبي.. اشتعال خلاف خفي بين “ابن زايد” و”ابن راشد”

إمارة دبي.. على وقع الانهيار الاقتصادي غير المسبوق الذي يواجهها، تصاعد الحديث في الآونة الأخيرة عن اشتعال الخلاف غير المعلن بين ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، وحاكم دبي، نائب رئيس دولة الإمارات محمد بن راشد.

وينشغل الإماراتيون تحديدًا بما ستؤول إليه الأمور على خلفية هذا الخلاف، خاصة مع إفادة تقارير صادرة عن دولة الإمارات بأن الصورة تبدو غامضة وشديدة الشؤم بالنسبة لمستقبل الإماراتيين القريب.

وأشارت التقارير إلى أن مواطني الإمارات ينتابهم الحيرة والخوف من اشتداد الخلافات بين حاكمي أكبر إمارتين في الدولة، وما إن سيؤثر ذلك على تماسكهما المهزوز أصلًا.

وعلى الرغم من القبضة الأمنية الحديدية لدولة الإمارات على حرية الرأي والتعبير وملاحقة أي حديث علني عن أي خلاف داخلي، فإن الحديث عما يحصل الآن يأخذ طابع السرية، لكنه بدأ يطفو على السطح.

وفي هذا الشأن، كان قد كشف الأكاديمي الإماراتي وأستاذ العلاقات الدولية والإعلام د. سالم المنهالي، نهاية العام المنصرم، في تغريدة بحسابه على “تويتر”، عن هذه الخلافات وأنها قد تصل مرحلة الانفجار العلني قريبًا.

وكان محمد بن راشد قد نشر قصيدة حملت عنوان “الدرب الواضح” على “تويتر” بدا فيها كداعٍ للحوار بين “الأشقاء الخليجيين” في إشارة منه إلى “حصار دولة قطر”، وكذلك العودة إلى “وحدة القلوب وحماية البعض”، موجهًا الدعوة للسعودية والبحرين وقطر بأن “خليجًا واحدًا يُصلح الرب شأنه”.

وما صدر عن ابن راشد يختلف جذريًّا عن الرسائل التي تخرج من محمد بن زايد، أو وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش، حيث تتسم دعواتهم بالتشدد إزاء المطالب الـ13 للمصالحة وفك الحصار عن قطر، والوقوف نحو تجميد مساعي المصالحة بين أمير قطر وولي العهد السعودي.

ولا يختلف هذا الموقف الاستثنائي لابن راشد تجاه قطر، عن موقفه السابق في الأزمة الخليجية الأولى في أعقاب سحب السعودية والإمارات والبحرين سفرائها من قطر عام 2014؛ بدعوى “مسلك الدولة الخليجية سياسات تضر بأمن أشقائها”، حيث كسر هذا الجمود الذي استمر أشهرًا بإعلانه عبر “تويتر” أن علاقته بقطر متواصلة، ولم تنقطع في أثناء سحب السفراء.

وبالعودة للانهيار الاقتصادي، تواجه إمارة دبي بوادر ذلك، نظرًا لما تعانيه أبرز الوجهات السياحية فيها من فنادق وأسواق ومحلات تجارية ومطاعم وحانات من عمليات إغلاق، ما دفع مقيمون في دبي إلى وصفها بأنها تتحول تدريجيًّا إلى مدينة أشباح.

كما كانت شركة فيرجين أتلانتيك البريطانية للطيران  أعلنت توقف رحلاتها بين مطار هيثرو في لندن ومدينة دبي بدءًا من مارس/ آذار المنصرم، لما تعانيه إمارة دبي من “ركود اقتصاد” ونذر أزمة اقتصادية خانقة.

وأشارت تقارير أجنبية إلى أن إمارة دبي خسرت الكثير من فرص الاستثمار والأموال القطرية التي كانت ستحل مشاكلها الاقتصادية الخفية، وأن الأزمة الخليجية أفقدت دبي المصداقية الاستثمارية ما أدى لخروج بعض الحافظات الاستثمارية منها.

محمد توفيق

كاتب سوري يهتم بالشأن السياسي و يتابع القضايا العربية على الساحة الأوروبية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى