تحايل مفضوح من الطيب بن عبد الرحمن لكسب النفوذ السياسي
منذ سنوات روج رجل الأعمال الجزائري الفرنسي الطيب بن عبد الرحمن لنفسه كوسيط دولي ومساعد لمسئولين عرب في تحايل مفضوح من أجل كسب النفوذ السياسي.
أبرز الدلائل على ذلك نشر بن عبد الرحمن في منصات ووسائل إعلام عربية أنه يعمل مستشارا خاص لسيف الإسلام القذافي نجل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي.
إذ أطلق بن عبد الرحمن حملة إعلامية مدفوعة في مواقع الكترونية ومنصات وسائل إعلام تزعم أنه في عام 2021، استعان به سيف الإسلام القذافي كمستشار خاص للدفاع عن مصالحه ودعم ظهوره.
وبحسب حملة الدعاية الزائفة فإن سيف الإسلام القذافي استعان ببن عبد الرحمن لدعم ظهوره على الساحة السياسية والإعلامية والسماح بإقرار ترشيحه لأول انتخابات رئاسية في تاريخ البلاد.
غير أن القذافي سارع لاحقا إلى تكذيب الطيب بن عبد الرحمن علنا ودحض أي علاقة تعاقدية به عبر بيان أكد فيه لا يربطه أي تعاون مع رجل الأعمال الجزائري الفرنسي.
ويؤكد العارفون بالطيب بن عبد الرحمن أنه مجرد محتال يحاول الترويج لنفسه وخلق هالة دعائية حوله من أجل أن يجد موطئ قدم في الساحة السياسية العربية.
وروج بن عبد الرحمن زورا أنه كان على اتصال مع عائلة القذافي لسنوات عدة وبات يتولى مهمة المتحدث باسم سيف الإسلام في أوروبا وإفريقيا، ويضع القضية الليبية في صلب اهتماماته.
كما يروج أنه يتم استدعاؤه بانتظام من قبل الحكومات والشركات لخدماته الاستشارية إلى أن أصبح المستشار الخاص لهاما أمادو، رئيس حزب لومانا، ورئيس الوزراء السابق والرئيس السابق للجمعية الوطنية في النيجر، دون أي أدلة على ذلك.
لكن وثائق مسربة كشفت أن الهالة الدعائية التي يخلقها عبد الرحمن بنفسه تستهدف إنعاش أنشطة غير قانونية وغير مشروعة يمارسها في الخفاء مثل الاحتيال ببيع بتأشيرات مزيفة إلى أوروبا تستهدف شبانا من الجزائر وليبيا ودولا إفريقية.
وعمل بن عبد الرحمن على مدار سنوات لتوفير تأشيرات مزيفة بل وإقامات في فرنسا ودولا أوروبية أخرى، مقابل مبالغ مالية كبيرة وعقود تملك أراضي بما شمل أبناء مسؤولين في الجزائر وليبيا ودولا إفريقية.
وأتضح من وثائق سرية أن العشرات من الجالية الجزائرية وقعوا ضحية للممارسات المخادعة لطيب بن عبد الرحمن، الذي يعمل تحت ستار جماعة ضغط وابتزاز.
وبحسب الوثائق فإن بن عبد الرحمن تورط على نطاق واسع في الأنشطة غير القانونية، وكشف عن مخططه الشنيع المتمثل في واعدة بتأشيرات مزيفة للأزواج الجزائريين الذين يبحثون عن مستقبل أفضل.
إذ استغل بن عبدالرحمن، آمال وأحلام الأزواج الجزائريين في البحث اليائس عن فرص أفضل في الخارج، بالاستفادة من رغبتهم في الهروب من الصعوبات الاقتصادية وعدم الاستقرار السياسي.
وبموجب ذلك قدم رجل الأعمال الجزائري الفرنسي نفسه كشخصية حسنة يمكنها تأمين التأشيرات وتمهيد الطريق لمستقبل أكثر إشراقا.
وباستخدام تكتيكات مقنعة ووعود كاذبة، أقنع بن عبد الرحمن العديد من الجزائريين بالتخلي عن أموالهم التي كسبوها بشق الأنفس، وقدموا لهم ما بدا وكأنه تذكرة ذهبية لحياة جديدة.
ومع ذلك، تحطمت أحلام هؤلاء الأزواج الجزائريين عندما تم الكشف عن الحقيقة وراء أنشطة بن عبد الرحمن وأنهم دفعوا أموالا طائلة لمحتال أقدم على الاحتيال عليهم.