فورين بوليسي: دور قطر لا يمكن الاستغناء عنه بالشرق الأوسط
أبرزت مجلة فورين بوليسي الأمريكية أن دور قطر بات لا يمكن الاستغناء عنه في الشرق الأوسط لاسيما مع تفجر الصراع في قطاع غزة.
وقالت المجلة إن الشخص الذي يحمل مفتاح أزمة الرهائن الاستثنائية في الشرق الأوسط ليس إسرائيليًا ولا فلسطينيًا، لكنه أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
وذكرت أنه منذ توليه السلطة قبل عشر سنوات، ظل الشيخ تميم البالغ من العمر 43 عامًا مصرًا على وضع بلده الصغير – واحد من أغنى دول العالم، مع ثالث أكبر احتياطيات الغاز وسادس أعلى دخل للفرد – كلاعب رئيسي في الساحة الجيوسياسة العالمية.
وبالرغم من استضافة كأس العالم لكرة القدم، ووجود مسؤولين أوربيين مترددين في الانفتاح على بلاده في البداية بعد انقطاع الامدادات الروسية الموثوق بها من الغاز، ها هو أمام فرصة لتحقيق مكانة أعلى من أي زعيم عربي منذ وقت طويل بفضل الحرب في غزة وهو في وضع فريد يمكّنه من المساعدة في تسليم أكثر من 200 رهينة بأمان.
وبحسب المجلة فإن الشيخ تميم غير قلق من انتفاضة أو تحد من الإسلاميين السياسيين لحكمة على عكس جيرانه في المنطقة.
لا شك في أن مشاعر آل ثاني هي مع الفلسطينيين، فقد قامت وزارة خارجيته بلوم إسرائيل على هجوم حماس، ولم تقم بإدانة الوحشية التي جرت لمرة واحدة، ومع ذلك، قد يكون نفوذ الدوحة على حماس هو الأمل الوحيد لحل أزمة المحتجزين في غزة.
مع اشتعال الحرب في سوريا ومعارضة قيادة حماس للحكومة السورية، وفرت الدوحة ملاذاً للحركة في عام 2012، وقال القطريون إن القرار اتُخذ بالتنسيق مع الولايات المتحدة وبمباركة الرئيس الأمريكي آنذاك باراك أوباما.
تدين حماس لقطر ليس فقط لقيامها بتقديم ملجأ لقادتها وتوفير قاعدة للتخطيط والتفاوض مع رعاتها الإيرانيين، ولكن أيضًا لملايين الدولارات من المساعدات الأجنبية السنوية، التي تساعد الفقراء في غزة، وتدفع ثمن الكهرباء – وتموّل ميزانية حماس أيضًا كما يُزعم.
حتى الآن، تمكنت قطر من إقناع حماس بالإفراج عن أربع رهائن، كلهن نساء، وقال ماجد الأنصاري، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية القطرية، لـمجلة فورين بوليسي: “لا يزال هناك أمل بشأن وضع الرهائن” مضيفًا “حدث بعض التقدم والاختراقات في المفاوضات، خاصة إذا قارنا بين البداية ومكاننا الآن”.
قبل يوم واحد من الإفراج عن إسرائيليين اثنين، أبلغ مسؤول كبير على دراية بالمفاوضات الجارية مجلة فورين بوليسي أنه سيتم الإفراج عن المزيد من الرهائن المدنيين خلال الأسبوع والأسابيع المقبلة.
وقال المسؤول: “تسير الأمور ببطء أكثر مما توقعنا” وأضاف: “أخّر قصف المستشفى المفاوضات”، في إشارة إلى الانفجار في مستشفى الأهلي العربي في مدينة غزة “لكن هناك تحرك إيجابي، حيث كانت حماس في البداية تريد مبادلة كاملة، بما في ذلك المدنيين والآن يريدون الإفراج عنهم مجانًا”، وعزا التحول إلى مهارات الوساطة القطرية.