قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن رفضه استبعاد احتمال إرسال قوات غربية إلى أوكرانيا كان متعمدا، على الرغم من الضجة التي أثارها.
وتجاهل ماكرون وابل الانتقادات التي واجهها في فرنسا وعلى الساحة الدولية، وأصر على أن تصريحاته بشأن عدوان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أوكرانيا كانت مدروسة بعناية.
وقال ماكرون للصحفيين على هامش زيارة إلى القرية الأولمبية 2024 بالقرب من باريس: “هذه قضايا خطيرة بما فيه الكفاية؛ كل كلمة أقولها بشأن هذه القضية يتم وزنها وتفكيرها وقياسها”. لكنه رفض الإجابة على أي أسئلة أخرى حول هذا الموضوع.
وقال ماكرون يوم الاثنين الماضي – بعد مؤتمر القادة حول دعم كييف – إنه “لا يوجد إجماع” على إرسال قوات برية إلى أوكرانيا “بطريقة رسمية”، لكن “لم يتم استبعاد أي شيء”.
وقد تم رفض احتمال إرسال قوات غربية إلى أوكرانيا من قبل أعضاء الناتو الآخرين، بما في ذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا، وانتقدته بشدة أحزاب المعارضة الفرنسية، ولكن لم ترفضه إستونيا وليتوانيا.
كما قلل المسؤولون الفرنسيون من أهمية تصريحات ماكرون، مشيرين إلى أنشطة مثل إزالة الألغام وإنتاج الأسلحة التي قد تنطوي على وجود غربي في أوكرانيا.
حتى أن رئيس مجلس النواب الروسي حذر ماكرون من إرسال قوات إلى أوكرانيا، قائلا إنها ستواجه نفس مصير جيش نابليون .
وليس هناك شك في أن ماكرون يريد أن يتولى عباءة القيادة العالمية ويعكس الدعم الغربي المتعثر لأوكرانيا، لكن السياسة الفرنسية ستجعل من هذا الدور صعبا عليه.
ومع تراجع القوات الأوكرانية في ساحة المعركة واستمرار حالة عدم اليقين بشأن المساعدات العسكرية الغربية، اتخذ ماكرون موقفا قتاليا لتحويل دفة الأمور، قائلا للصحفيين إن “أوروبا على المحك”.
ووعد ماكرون قبل يومين بدفعة جديدة للقذائف المدفعية، وطرح فكرة نشر قوات غربية على الأرض، وأعلن عن تحالف جديد بشأن الصواريخ طويلة المدى.
من الواضح أن ماكرون يصور نفسه كرجل دولة قادر على سد الثغرة في قالب الإيطالي ماريو دراجي، الذي نجح في تحقيق الاستقرار في منطقة اليورو المبتلاة بالأزمة بتعهده بالقيام “بكل ما يلزم”.
والواقع أن ماكرون ردد هذه العبارة بالذات يوم الاثنين: “نحن عازمون على القيام بكل ما يتطلبه الأمر ولطالما استغرق الأمر”.
والسؤال إذن هو: إلى أي مدى يبدو ماكرون مستعدا حقا للذهاب هذه المرة؟ ذلك أن خطابه النبيل السابق بشأن أوكرانيا لم يقابله أي عمل. والأمر الأكثر أهمية هو هل يستطيع أن يأمل في تحقيق السيادة كزعيم غربي محفز إذا فشل في حمل فرنسا معه؟