واشنطن: السياسة الأميركية تجاه إسرائيل ستتغير ما لم يتغير سلوكها
اقترح وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أن دعم واشنطن الشامل لإسرائيل سيتغير إذا لم تبدأ إسرائيل في تغيير سلوكها والاستماع إلى المطالب الأمريكية بشأن حماية المدنيين في غزة والسماح بدخول المساعدات إلى القطاع الفلسطيني.
وبحسب صحيفة واشنطن بوست تحدث كبير الدبلوماسيين الأمريكيين للصحفيين بعد مكالمة الرئيس بايدن مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وكان التحذير يفتقر إلى التفاصيل.
وجاء في الوقت الذي واصلت فيه إدارة بايدن الموافقة على نقل آلاف القنابل إلى إسرائيل، على الرغم من الدعوات لشروط المساعدات في أعقاب الغارة الجوية الإسرائيلية التي أودت بحياة سبعة من عمال الإغاثة في جمعية المطبخ المركزي العالمي الخيرية.
وقال بلينكن: “إذا لم نر التغييرات التي نحتاج إلى رؤيتها، فستكون هناك تغييرات في سياستنا”.
وعكست تصريحات بلينكن جوهر البيان بشأن مكالمة بايدن مع نتنياهو، الذي قال ان بايدن دعا إسرائيل إلى تنفيذ “خطوات محددة وملموسة وقابلة للقياس لمعالجة الضرر الذي يلحق بالمدنيين والمعاناة الإنسانية وسلامة عمال الإغاثة”.
وأضاف أن “الولايات المتحدة ستواصل العمل في هذا الاتجاه وسيتم تحديد سياستنا فيما يتعلق بغزة من خلال تقييمنا للإجراء الفوري الذي ستتخذه إسرائيل بشأن هذه الخطوات”.
وسمحت إدارة بايدن مؤخرًا بنقل أكثر من ألف قنبلة زنة 500 رطل وأكثر من الف قنبلة ذات قطر صغير إلى إسرائيل، وفقًا لثلاثة أشخاص مطلعين على الأمر، مما أضاف إلى ترسانتها على الرغم من المخاوف الأمريكية بشأن سلوك البلاد في الحرب في غزة.
وتمت الموافقة على نقل قنابل MK82 والقنابل ذات القطر الصغير، والتي يبلغ إجمالي عددها أكثر من الفّي قطعة ذخيرة، يوم الاثنين، وفقًا لاثنين من الأشخاص المطلعين.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية إن الموافقة على نقل الأسلحة تمت قبل الغارة الإسرائيلية على قافلة إنسانية في غزة في ذلك المساء والتي أسفرت عن مقتل سبعة موظفين في منظمة الإغاثة العالمية وورلد سنترال كيتشن.
واعترف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الثلاثاء بأن عمال الإغاثة استُهدفوا “عن غير قصد”.
وتأتي أنباء الموافقة في الوقت الذي تواجه فيه إسرائيل إدانة دولية جديدة بسبب الغارة ووسط دعوات متزايدة من بعض المشرعين الديمقراطيين ومنتقدي دعم بايدن لإسرائيل للبدء في تقييد المساعدات العسكرية للبلاد أو فرض شروط عليها.
وبالرغم من أن الموافقة تمت قبل الضربة الموجهة على عمال المطبخ المركزي العالمي إلا أنها جاءت بعد مقتل أكثر من 190 من عمال الإغاثة في غزة والضفة الغربية في الحرب التي استمرت ما يقرب من 6 أشهر، حسبما ذكرت شبكة CNN.
وقال جوش بول، الذي عمل في مكتب الشؤون السياسية العسكرية بوزارة الخارجية لأكثر من عقد من الزمن قبل أن يستقيل في أكتوبر/تشرين الأول بسبب عمليات نقل الأسلحة المستمرة من الولايات المتحدة إلى إسرائيل، لشبكة CNN إن “لدى وزارة الخارجية القدرة على تعليق أي موافقة حتى بعد حدوثها، وهو أمر نعتقد أنهم سيأخذونه في الاعتبار على الأقل، في ظل الظروف الحالية”.
وفي الأسبوع الماضي، سمحت الولايات المتحدة بنقل أسلحة مماثلة، بما في ذلك ما يقرب من الفّي قنبلة تزن الفي رطل تعرف باسم MK84، حسبما قال الأشخاص المطلعون على الأمر.
وربطت شبكة “سي إن إن” قنابل MK84 بأحداث في السابق أدت إلى سقوط أعداد كبيرة من الضحايا في غزة، بما في ذلك الغارات الإسرائيلية على مخيمات اللاجئين هناك العام الماضي.
ولم يكن من الضروري إخطار الكونجرس بأي من عمليات النقل هذه أو الموافقة عليها، نظرًا لأنها حصلت بالفعل على الضوء الأخضر من قبل المشرعين في عامي 2012 و2015، وفقًا لإخطارات مبيعات الأسلحة الصادرة عن البنتاغون والمتاحة في السجل الفيدرالي.
وقد تم الآن تنفيذ العقود لأن انتاج الذخائر يستغرق سنوات عدة.
وأشارت إدارة بايدن إلى أنها لا تخطط لتقييد المساعدات العسكرية لإسرائيل أو فرض شروط عليها، على الرغم من قول المسؤولين الأمريكيين، بما في ذلك الرئيس جو بايدن، علنًا إن إسرائيل لم تفعل ما يكفي لحماية المدنيين طوال فترة الحرب المستمرة منذ ستة أشهر.
وقال بايدن في وقت سابق من هذا الأسبوع إنه “غاضب” من الغارة التي أسفرت عن مقتل عمال الإغاثة.