أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، الخميس، إغلاق مجمع مكاتبها في مدينة القدس المحتلة جراء هجمات المستوطنين عليه.
وأوضح المفوض العام للوكالة فيليب لازاريني، في بيان، إن المستوطنين أضرموا النار مرتين في محيط المجمع، مشيراً إلى أنه تقرر إغلاق المقر إلى حين اتخاذ السلطات الإسرائيلية إجراءات الأمن المناسبة.
وهاجم مستوطنون بحماية شرطة الاحتلال الأربعاء مجمع الأونروا وحاولوا اقتحامه فيما لم تتدخل الشرطة لمنعهم.
وعاد المستوطنون الخميس وأضرموا النار في محيط الجمع قبل أن ينسحبوا من المكان دون اعتراض من الشرطة.
ونظمت جمعيات استيطانية احتجاجات أمام المجمع بالقدس، فيما وصفتها الوكالة باحتجاجات “ترهيب وتخريب”.
وندد مفوض إدارة الأزمات في الاتحاد الأوروبي بالهجوم على مقر الأونروا، مشدداً أن على السلطات الإسرائيلية ضمان أمن وسلامة موظفي الأمم المتحدة ومبانيها.
وتهاجم حكومة الاحتلال الإسرائيلي بتصريحات مختلفة الوكالة الأممية منذ بداية الحرب على قطاع غزة، وعرقلت عملها في القطاع وقصفت مقراتها.
وزعم الاحتلال أن الوكالة غير “حيادية ومتورطة” عبر بعض موظفيها في عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وإثر تلك الاتهامات، ودون إجراء تحقيق سارعت 18 دولة غربية والاتحاد الأوروبي إلى تعليق تمويلها للأونروا، في 26 يناير/ كانون الثاني 2024.
ولاحقا بدأت بعض الدول، منذ مارس/ آذار الماضي، بمراجعة قراراتها إزاء الوكالة، وأفرجت عن تمويلات لها بعد عدم ثبوت تلك الاتهامات.
وفي 22 أبريل/ نيسان الماضي، خلص تحقيق أجرته لجنة دولية مستقلة أجرته بطلب من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بشأن أداء الأونروا إلى “عدم تقديم إسرائيل أي دليل” على مزاعمها بشأن عدم حيادية الوكالة، وأكد “أهمية دورها الإغاثي”.
وعلى مدى الشهرين الماضيين، نظم مستوطنون احتجاجات أمام مجمع الأونروا في القدس، تضمنت رشق حجارة على الموظفين والمباني ومحاولة إغلاقه، استجابة لدعوة من أرييه كينغ، نائب رئيس بلدية الاحتلال في القدس، الذي حث على استمرار الاحتجاجات حتى إغلاق جميع مقار الأونروا بالمدينة.
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي شن حرب الإبادة على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مما أسفر عن استشهاد أكثر من 34 ألف شهيد معظمهم أطفال ونساء، وأكثر من 78 ألف مصاب، كما يواصل اقتحام مناطق الضفة الغربية وينفذ حملات اعتقال واسعة في صفوف الفلسطينيين.