قال الإمام والخطيب الفرنسي نور الدين أوسات، إن الصمت عن المذبحة المروعة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي حاليا في قطاع غزة غير محتمل.
وأضاف أوسات، في رسالة وجهها إلى حاخام فرنسا الأكبر، أن صمت حاخامات فرنسا، وعلى رأسهم الحاخام الأكبر، أمام هذه الهمجية التي لم يسبق لها مثيل منذ قرون إشكاليا.
وأوضح “ومع مرور الوقت بعد ما يقرب من 8 أشهر من حرب قصدها الإبادة الجماعية، يصبح هذا الصمت أمرا غير محتمل”، مؤكدا أن ما بعد غزة لن يكون أبدا كما قبلها.
وبين الإمام، أن مستقبل البشرية جمعاء رهن بما يحدث الآن في غزة من همجية لم يسبق لها مثيل، مشدداً على أن “ما يجعل مأساة غزة فريدة من نوعها في التاريخ المعاصر هو أن هذه الحرب الانتقامية الإجرامية تجري مباشرة أمام أعين سكان المعمورة”.
وأشار إلى أن، ما يتعرض له المدنيون في غزة منذ 230 يوما تقريبا، هو طوفان من النيران الجهنمية، قتل فيه أكثر من 35 ألف شخص، أكثر من نصفهم من النساء والأطفال.
وتابع الإمام “في مواجهة هذه المذبحة المروعة وأرقامها المخيفة، لم يُسمع أي صوت لحاخام في فرنسا يدعو السلطات الإسرائيلية -التي أعماها التعطش للانتقام- لتحكيم العقل، ومن ثم كيف لا ينظر البعض إلى ذلك بصدمة وذهول والبعض الآخر بيأس وقلق؟”.
وبين “صحيح أن إسرائيل شنت 13 هجوما مميتا على المدنيين في غزة بين عامي 2008 و2020، ولكنها كانت كل مرة هجمات سريعة نسبيا، مما لم يترك الوقت نظريا للحاخامات للتعليق، ولكن عندما تستمر المأساة عدة أشهر ويصل عدد الضحايا هذا المستوى، يصبح هذا الصمت صاخبا للغاية، بل ويصم الآذان”.
وأوضح الإمام والخطيب الفرنسي في رسالته “في إحدى مداخلاتي خلال الأشهر الأخيرة، وجدت نفسي أعترف قائلا لو كانت دولة أو أي كيان يدعي أنه إسلامي ارتكب عُشر ما ارتكبته دولة إسرائيل، لعبّر مئات الأئمة في فرنسا عن الغضب والتنصل منها بشكل لا لبس فيه. وأعربوا عن تعاطفهم مع أسر المحتجزين”.
وانتقد ما أظهره الحاخام من عدم موضوعية في حديثه عن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني على قناة “بي إف إم”، وأظهر عدم مبالاة بمعاناة المدنيين الفلسطينيين.