سنوات كامالا هاريس الطويلة في الإدارة تعزز انطلاقها بالدبلوماسية الخارجية
منذ أن أصبحت نائبة للرئيس، التقت كامالا هاريس بأكثر من 150 قائدًا عالميًا، وقد عززت سنواتها الطويلة في الإدارة تعزز انطلاقها في الدبلوماسية الخارجية.
لكن شبكة “سي إن إن” ذكرت أن اجتماع هاريس في يوليو الماضي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كان مختلفا.
إذ أن الاجتماع جاء بعد أيام قليلة من انسحاب الرئيس جو بايدن من السباق الرئاسي لعام 2024، حيث بدأ الديمقراطيون يتحدون حول ترشح هاريس. ربما لم تحظَ أي جلسة أخرى بهذا القدر من الاهتمام أو تحمل هذا القدر من الأهمية.
“لدينا الكثير لنتحدث عنه”، قالت هاريس قبل أن تطلب من الصحفيين المغادرة – وهي نفس الكلمات التي استخدمها بايدن عند بدء اجتماعه. إلا أن الكلمات نفسها حملت في سياق هاريس دلالة مختلفة.
هذه اللحظة، التي مثلت ظهور هاريس لأول مرة على الساحة العالمية كمرشحة ديمقراطية، أظهرت الديناميكيات المعقدة التي تلوّن طموحاتها في السياسة الخارجية، وقدمت لمحة عن نوع الدبلوماسية التي قد تنتهجها كرئيسة.
نظرًا لدورها كنائبة لرئيس كان “حبه الأول” هو السياسة الخارجية، وفقًا لمساعديه، لم يكن لدى هاريس الكثير من المساحة خلال السنوات الثلاث والنصف الماضية لتحديد نهجها الخاص أو رؤيتها العالمية.
بدلاً من ذلك، كانت تتبع عن كثب آراء رئيسها، حتى مع تزايد مشاركتها في الاستجابة الأمريكية للصراعات العالمية المتزايدة. في الاجتماعات والرحلات الخارجية، كانت تقوم بدور “إصلاح الأضرار” ونقل الأخبار السيئة نيابة عن بايدن، وهو دور تقليدي لنائب الرئيس.
الجمهوريون، بقيادة دونالد ترامب، زعموا أن هاريس جلست بجانب بايدن بينما كانت “العالم يحترق”. يشيرون إلى تصريحها خلال مقابلة مع “سي إن إن” بأنها كانت “آخر شخص في الغرفة” عندما قرر بايدن المضي قدمًا في الانسحاب الأمريكي المخطط له من أفغانستان، والذي انتهى بفوضى وعنف دموي.
في المقابلة، قالت هاريس إنها كانت مرتاحة بقرار بايدن وأشادت بشجاعته في اتخاذه. في الحملة الانتخابية، جادلت بأن “الأفعال الفوضوية” لترامب عندما كان رئيسًا أدت إلى “عواقب كارثية” في أفغانستان.
مع ذلك، لم تُظهر هاريس أي اختلاف كبير عن بايدن في سياساته العالمية. عندما سُئلت في مقابلة مع “سي إن إن” في أغسطس عمّا إذا كانت ستفعل أي شيء بشكل مختلف عن الرئيس الحالي في الشرق الأوسط، لم تقدم هاريس تفاصيل تذكر، مشيرة فقط إلى صفقة طويلة الأمد للأسرى ووقف إطلاق النار في غزة.
خطاب هاريس بعد لقائها مع نتنياهو في يوليو كان خطوة غير مألوفة. في حين أعادت تأكيد دعمها الثابت لإسرائيل، أظهرت اهتمامًا قويًا بمحنة الفلسطينيين، قائلة: “لا يمكننا أن نصبح غير مبالين بالمعاناة.”
بينما أصر مسؤولو البيت الأبيض على أنه لا يوجد فرق في السياسات بين بايدن وهاريس فيما يتعلق بالشرق الأوسط، أقروا بأن الأساليب مختلفة في التعبير عن المواقف.
في السياسة الخارجية، تمثل هاريس أحيانًا صوتًا مختلفًا. خلال السنوات الماضية، كانت هاريس تكتسب الخبرة من خلال دورها كنائبة للرئيس وتعاملها مع القادة العالميين وزياراتها إلى أكثر من 21 دولة. الآن، وهي تتجه نحو الانتخابات الرئاسية، يسعى بعض القادة العالميين إلى بناء علاقات أفضل معها.