يحضر ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للمملكة العربية السعودية، اجتماعا تاريخيا يوم الأربعاء بين زعماء الاتحاد الأوروبي ودول الخليج العربية في بروكسل.
وأكد الاتحاد الأوروبي حضور محمد بن سلمان في وقت متأخر من يوم الثلاثاء، عشية أول قمة على الإطلاق بين الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي.
وقالت صحيفة بوليتيكو إن حضور محمد بن سلمان قمة بروكسل تحول مذهل لزعيم كان ذات يوم شخصًا غير مرغوب فيه في الدول الغربية بعد مقتل وتقطيع أوصال الصحفي المقيم في الولايات المتحدة جمال خاشقجي بتوجيهات منه في عام 2018.
وسينضم إلى محمد بن سلمان كبار المسؤولين في الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، الذي قاد المبادرة، ووضع الأساس لحضور ولي العهد بزيارته الخاصة إلى المملكة العربية السعودية في وقت سابق من هذا الصيف. كما ستحضر رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وعلى نطاق واسع، تهدف القمة إلى الإشارة إلى “الزخم الكبير في العلاقات بين الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي، والتي كانت تنمو بشكل مكثف على مدى السنوات الماضية”، كما قال أحد مسؤولي المجلس.
وتأتي القمة وسط مخاوف من اندلاع حرب شاملة في الشرق الأوسط، وفي الوقت الذي يستعد فيه زعماء الاتحاد الأوروبي السبعة والعشرون لمعالجة قضية الهجرة في اجتماعهم الخاص في وقت لاحق من هذا الأسبوع.
ومع ذلك، يواجه الاتحاد الأوروبي صعوبة في إقناع دول الخليج بالموافقة على سلسلة من الالتزامات المؤيدة لأوكرانيا، وفقًا لمسودة بيان مسربة.
ولقد تم حراسة قائمة المشاركين في القمة عن كثب، حيث أشار مسؤولون من الاتحاد الأوروبي في وقت سابق إلى مخاوف أمنية، حتى مع تهديد الشكوك حول مكانة المشاركين بتقويض مصداقية القمة.
ولن يتم تمثيل القوة الأخرى في مجلس التعاون الخليجي، الإمارات العربية المتحدة، إلا من خلال نائب رئيس الوزراء ووزير المالية، مكتوم بن محمد آل مكتوم، كما سترسل سلطنة عمان نائب رئيس الوزراء.
ومع ذلك، فإن الدول الأخرى في مجلس التعاون الخليجي، الكويت والبحرين، سوف يمثلها رؤساء حكوماتها، وفقًا لقائمة المشاركين في الاجتماع.
وكان أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني قد أكد منذ فترة طويلة أنه سيشارك في استضافة الاجتماع، حيث تتولى الدوحة الرئاسة الدورية لمجلس التعاون الخليجي.
ويخطط أحد زعماء الاتحاد الأوروبي الرئيسيين على الأقل، وهو المستشار الألماني أولاف شولتز، لعدم حضور قمة مجلس التعاون الخليجي. وقال متحدث باسم شولتز، مستشهدًا بـ “موعد متفق عليه منذ فترة طويلة” في ألمانيا، إن الزعيم الألماني سيمثله ماكرون.
وقد عزز الاتحاد الأوروبي علاقاته بالمنطقة الغنية بالوقود الأحفوري في السنوات الأخيرة، وخاصة في أعقاب الغزو الروسي الكامل لأوكرانيا.