رئيسيشؤون دولية

روسيا أطلقت سلاحا “تجريبيا” يعتمد على صاروخ نووي على أوكرانيا

أطلقت روسيا صاروخا باليستيا من نوع جديد على مدينة دنيبرو الأوكرانية، في خطوة وصفها الاتحاد الأوروبي بأنها “تصعيد واضح”.

ووصف البنتاغون السلاح بأنه صاروخ باليستي “تجريبى” متوسط المدى، وقال إن موسكو أخطرت الولايات المتحدة قبل وقت قصير من إطلاقه، عبر قنوات الحد من المخاطر النووية.

وقالت المتحدثة باسم البنتاجون سابرينا سينغ للصحفيين “كان هذا نوعاً جديداً من القدرات القاتلة التي تم نشرها في ساحة المعركة. لذا فإن هذا الأمر يثير قلقنا بالتأكيد”. وأضافت أن السلاح يعتمد على الصاروخ النووي RS-26 Rubezh، وأنه لم يتم استخدامه من قبل في ساحة المعركة.

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتن إن الصاروخ كان صاروخا باليستيا جديدا متوسط المدى مزودا برأس حربي تقليدي.

وتتبادل روسيا والغرب الاتهامات بتصعيد الحرب في أوكرانيا، ووصل التوتر هذا الأسبوع إلى مستويات جديدة مثيرة للقلق. فقد قامت موسكو بتحديث عقيدتها النووية للسماح برد نووي محتمل، حتى في حالة شن أي دولة مدعومة بقوة نووية هجوماً تقليدياً على روسيا.

ويتهم الغرب روسيا بغزو أوكرانيا وتصعيد الحرب من خلال جلب آلاف الجنود الكوريين الشماليين إلى القتال.

وقال بوتن إن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة صعدتا من حدة الحرب بالسماح لكييف باستخدام أسلحة أميركية وبريطانية ضد أهداف في روسيا.

وأضاف أن هجوم الخميس كان ردا على استخدام أوكرانيا صواريخ أميركية وبريطانية على الأراضي الروسية هذا الأسبوع.

لكن مدى هذه الأسلحة لا يتجاوز بضع مئات من الكيلومترات. ووفقا لجمعية مراقبة الأسلحة فإن صاروخ RS-26 Rubezh الروسي هو صاروخ باليستي عابر للقارات يعمل بالوقود الصلب ويبلغ مداه 5800 كيلومتر. وقالت سينغ إن السلاح المستخدم يوم الخميس يمكن أن يكون مزودا برأس نووي.

قالت القوات الجوية الأوكرانية إن الصاروخ الذي هاجم مطار دنيبرو أطلق من منطقة أستراخان الروسية المطلة على بحر قزوين.

وذكرت القوات الجوية الأوكرانية إن روسيا أطلقت أيضا صاروخا فرط صوتي من طراز كينجال وسبعة صواريخ كروز من طراز كيه-101، تم إسقاط ستة منها.

وقال حاكم المنطقة سيرغي ليساك إن الهجوم الصاروخي ألحق أضرارا بمؤسسة صناعية وأشعل حرائق في دنيبرو. وأصيب شخصان.

من جهته قال المتحدث باسم الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي بيتر ستانو إن استخدام صاروخ باليستي بعيد المدى من شأنه أن يمثل “تصعيدا واضحا” من شأنه أن يمثل “تغييرا كميا ونوعيا” في الحرب.

والصواريخ الباليستية متوسطة المدى تشبه من حيث الأداء الصواريخ الباليستية العابرة للقارات.

واستخدام مثل هذا السلاح يشكل وسيلة مكلفة لشن الحرب ــ فقد ارتفعت تكلفة صاروخ “سنتينيل” الباليستي العابر للقارات الجديد الذي طورته القوات الجوية الأميركية ليحل محل صاروخ “مينيوتمان” الذي يعود إلى سبعينيات القرن العشرين، إلى نحو 162 مليون دولار أميركي لكل صاروخ، حسبما ذكرت وكالة بلومبرج نيوز هذا العام.

وقال رسلان بوخوف، رئيس مركز تحليل الاستراتيجيات والتكنولوجيات في موسكو: “هذه رسالة قوية للغاية من بوتن. إنها خطوة محسوبة للغاية لأنها لا تتطلب رداً انتقامياً من جانب الولايات المتحدة”.

ويأتي الهجوم بعد يومين من توقيع بوتن على قواعد نووية منقحة، مما يخفض رسميا الحد الأقصى لاستخدام الأسلحة النووية للبلاد.

وتتيح العقيدة الجديدة إمكانية الرد النووي من جانب موسكو، ولكنها صيغت على نطاق واسع لتجنب الالتزام الحازم باستخدام الأسلحة النووية وإبقاء خيارات السيد بوتن مفتوحة.

وجاء تحديث العقيدة في نفس اليوم الذي أطلقت فيه أوكرانيا العديد من الصواريخ طويلة المدى التي قدمتها لها الولايات المتحدة، وأطلقت صواريخ ستورم شادو البريطانية الصنع على روسيا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى