ترامب يطالب أوروبا بتوالي الدور الرئيسي في الدفاع عن أوكرانيا

صرّح الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بأن على أوروبا أن تلعب الدور الرئيسي في الدفاع عن أوكرانيا ودعمها، وأنه يريد وجود قوات أوروبية في أوكرانيا لمراقبة وقف إطلاق النار. ورغم أنه لم يستبعد دعم الولايات المتحدة للترتيب، إلا أن مسؤولين أوضحوا أن القوات الأمريكية لن تشارك في العملية.
وبحسب صحيفة وول ستريت جورنال دعا ترامب الأوروبيين إلى بذل مزيد من الجهود لدفع الصين للضغط على الكرملين لإنهاء الصراع، مشيرًا إلى إمكانية استخدام التعريفات الجمركية على الصين كورقة تفاوضية في حال رفضت بكين التعاون.
وتحدث ترامب عن رغبته في إنهاء الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات بسرعة، لكنه لم يقدم حتى الآن تفاصيل واضحة حول كيفية تحقيق ذلك.
وخلال محادثات ما بعد الانتخابات، طرح ترامب أسئلة وأبدى اهتمامًا بآراء المسؤولين الأوروبيين حول النزاع، مما يشير إلى أنه لم يشكل بعد خطة واضحة للتعامل مع الأزمة.
ويعتقد أن أي محاولة لإنهاء الحرب ستواجه معارضة شديدة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي يعتقد أنه يحقق مكاسب، رغم الخسائر الفادحة والوتيرة البطيئة للتقدم.
وقد انتقد ترامب بشدة المساعدات الأمريكية المقدمة لأوكرانيا، مما أثار مخاوف في كييف والعواصم الأوروبية من احتمال قطع الدعم.
ورغم أن الدول الأوروبية قدمت مساعدات إجمالية أكبر لأوكرانيا مقارنة بالولايات المتحدة، إلا أن الدعم العسكري الأمريكي كان حاسمًا، إذ تعتمد أوكرانيا بشكل كبير على إمدادات وزارة الدفاع الأمريكية لصد الغزو الروسي.
ويدور الحديث حول نشر قوات أوروبية على الأرض في أوكرانيا في إطار قوة لحفظ السلام أو مراقبة وقف إطلاق النار.
لكن هذا المقترح لا يشمل عملية تابعة لحلف الناتو، إذ تسعى الأطراف إلى تجنب أي مواجهة مباشرة بين القوات الروسية وقوات الناتو، خوفًا من تصعيد الصراع إلى مستوى عالمي.
وفكرة وجود القوات الأوروبية كانت قد طرحت من قبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في فبراير الماضي، لكنها لم تلقَ دعمًا من برلين وحلف الناتو آنذاك. ومع ذلك، أعاد ترامب طرحها مؤخرًا.
وقد تعارض موسكو أي خطة تشمل وجود قوات من دول الناتو في أوكرانيا، فيما الموقف الأوروبي يقوم على شكوك حول إمكانية تخصيص الدول الأوروبية القوات اللازمة أو الحصول على الدعم السياسي اللازم للمشاركة.
وقد أوضحت فرنسا أن أي خطة تحتاج إلى دعم أمريكي، وهو أمر غير مؤكد في ظل إدارة ترامب. كما أن بوتين حذر في وقت سابق من أن وجود قوات من دول الناتو في أوكرانيا “يزيد من خطر نشوب صراع نووي”.
وقد أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مرارًا أن الضمان الأمني الوحيد لأوكرانيا هو عضوية الناتو، لكنه اعترف بأنها لن تتحقق قبل نهاية الحرب.
وفي الأسابيع الأخيرة، ومع ضغط ترامب لإنهاء القتال، أبدى زيلينسكي انفتاحًا على المفاوضات مع روسيا، شريطة حصول أوكرانيا على دعوة للانضمام إلى الناتو في المستقبل.
ورحب زيلينسكي بمقترح ماكرون بنشر قوات على الأرض، لكنه شدد على أهمية وجود جدول زمني واضح لانضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو.
من المقرر أن يجتمع زيلينسكي وقادة أوروبيون في بروكسل في 18 ديسمبر لمناقشة ضمانات أمنية لأوكرانيا.
وقد أكد ترامب في منشور له على منصة “Truth Social” بعد اجتماعه في باريس: “يجب أن يكون هناك وقف فوري لإطلاق النار وبدء المفاوضات”.
وإذا تم تنفيذ وقف إطلاق النار، قد تستغل موسكو هذه الهدنة لإعادة بناء قواتها ومهاجمة المناطق غير المحتلة من أوكرانيا في المستقبل.
ويبقى السؤال الرئيسي هو مدى استعداد أوروبا لتحمل العبء الأمني دون مشاركة أمريكية كبيرة، خاصة مع تعاظم المخاطر الأمنية والسياسية المحيطة بأي خطة للسلام.



