رئيسيشؤون دولية

تركيا: حكام سوريا الجدد يوافقون على تفكيك القوات الكردية

قالت تركيا إن الحكومة الجديدة لسوريا التي يقودها المتمردون توافق مع أنقرة على ضرورة تفكيك القوات العسكرية الكردية – وهي حليف رئيسي للولايات المتحدة في شمال سوريا – بينما تتسارع الدول لتشكيل مستقبل المنطقة بعد سقوط نظام الأسد.

وبحسب وكالة بلومبيرغ لطالما كانت تركيا والولايات المتحدة على خلاف بشأن الدعم العسكري واللوجستي الذي تقدمه واشنطن للقوات الكردية في سوريا. ولا يزال هذا الموضوع أولوية لأنقرة وسط المحادثات حول شكل مستقبل سوريا تحت قيادة “هيئة تحرير الشام”، التي تسيطر الآن على البلاد.

وقال مسؤولون أتراك إن وجود الأكراد على الحدود يمثل مصدر قلق أمني كبير.

وصرح وزير الدفاع التركي يشار غولر للصحفيين: “في الفترة الجديدة، سيتم تفكيك منظمة الإرهاب PKK/YPG عاجلاً أم آجلاً”. وأضاف: “كل من الإدارة الجديدة في سوريا ونحن نريد هذا”.

ولم يتم الإعلان عن اتفاق رسمي، ولم يقدم غولر تفاصيل إضافية. ولم يكن من الممكن التحقق من صحة المعلومات من المسؤولين في الحكومة الانتقالية السورية.

وبينما لم تعلق “هيئة تحرير الشام”، وهي جماعة مرتبطة سابقًا بتنظيم القاعدة، بشكل مباشر على مناقشات مع الأتراك بشأن الأكراد، إلا أن المجموعة أكدت أنها لن تضر بالأقليات الدينية تحت حكمها.

وتركيا، الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي يدرجون الجماعة الكردية المسلحة PKK كمنظمة إرهابية، والتي شنت حملة مسلحة استمرت عقودًا في جنوب شرق تركيا.

لكن، على عكس الولايات المتحدة، تعتبر تركيا أن YPG، إحدى الفصائل الرئيسية التي تشكل قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من واشنطن، امتدادًا لحزب العمال الكردستاني PKK.

والقضية الكردية تصدرت جدول أعمال زيارة وزير الخارجية الأمريكي، أنطوني بلينكن، إلى أنقرة في وقت سابق هذا الأسبوع، حيث التقى بالرئيس رجب طيب أردوغان ووزير الخارجية هاكان فيدان.

وحث المسؤولون الأتراك الولايات المتحدة على إعادة النظر في دعمها للميليشيا الكردية، بينما تعتمد واشنطن على قوات سوريا الديمقراطية لمنع احتمال عودة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).

وغولر أشار إلى أن تركيا تريد من YPG إلقاء الأسلحة، ومغادرة أعضاء القوات السورية، مع ضمان استعادة أي أسلحة ثقيلة. وأضاف: “لا يمكن للشعب السوري، أو الإدارة الجديدة، أو نحن أن نسمح لمنظمة الإرهاب PKK/YPG بالعمل وحدها وخلق مساحة لنفسها”.

كما أكد أن تركيا جاهزة لتقديم الدعم العسكري المطلوب إذا طلبت الإدارة السورية ذلك، مشيرًا إلى تعاونها الكامل مع المؤسسات الدولية في حال الكشف عن أسلحة كيميائية.

من جهته بلينكن أكد أن المسؤولين الأمريكيين تحدثوا مع هيئة تحرير الشام، بالإضافة لمجموعات أخرى، بشأن المبادئ التي تود الولايات المتحدة وشركاؤها العرب تطبيقها في المرحلة الانتقالية السياسية بسوريا. تركيا والولايات المتحدة أصدرتا بيانًا مشتركًا يدعو إلى إنهاء الأعمال العدائية في سوريا، خلال قمة عُقدت في الأردن مؤخرًا.

وتبدي تركيا رغبتها في إعطاء الإدارة السورية الجديدة الفرصة، وتتطلع إلى تعاون شامل لتحقيق الاستقرار المطلوب في المنطقة، وضمان انسجام الميليشيات المختلفة في سوريا مع الخطط السياسية والأمنية الجديدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى