قلب الديمقراطية البريطانية هو مركز للجريمة

تعد منطقة ويستمنستر قلب الديمقراطية البريطانية والموطن التاريخي للتشريع البريطاني، ولكن أيضا الكثير من انتهاكات القانون وتحظى بسمعة غير مريحة بسبب مستويات الجريمة المرتفعة.
إلى جانب البرلمان البريطاني نفسه، تضم منطقة لندن معالم شهيرة عالميًا مثل دير وستمنستر وقصر باكنغهام. وهي موقع المسارح العزيزة والحدائق العامة الشاسعة والمعالم السياحية اللامعة والمكاتب الحكومية القوية التي يعود تاريخها إلى أيام الإمبراطورية البريطانية.
ولكن هذه المنطقة التي اعتادت على احتفالات المواكب الملكية هي أيضا بؤرة للجريمة. فهي تواجه يوميا عمليات السطو والسرقة والاعتداءات في الشوارع ــ ولا تظهر المشكلة أي علامات على التحسن.
قالت راشيل بليك، عضو البرلمان عن حزب العمال في مدينتي لندن ووستمنستر: “نحن دائرة انتخابية فريدة تمامًا من حيث عمل الشرطة. لدينا أعمال وزائرون وسكان ومجتمع سكني، وهو ما يمثل بعض التحديات الفريدة للشرطة”.
وتظهر البيانات الرسمية أن منطقة ويستمنستر في لندن هي في الواقع بمثابة مغناطيس لمخالفة القانون.
تشير الأرقام الخاصة بالعام المنتهي في يونيو 2024 إلى أن مدينة وستمنستر تفتخر بشكل مشكوك فيه بأعلى مستوى من الجرائم المسجلة لدى الشرطة لكل 1000 شخص في لندن في 10 من 13 فئة. ويشمل ذلك السرقة والمخدرات وحيازة الأسلحة وجرائم النظام العام.
أظهرت بيانات إدارة الحكومة المحلية عن نفس الفترة أن إجمالي الجرائم المسجلة في المنطقة (باستثناء الاحتيال) ارتفع بنسبة 5.7 بالمائة على أساس سنوي.
وهذا يرسم صورة قاتمة لما يفترض أنه المركز السياسي والثقافي الرئيسي في لندن، والذي يستقبل عشرات الملايين من الزوار الأجانب كل عام. وهذا يعني أن الساسة البريطانيين يشعرون بآفة اجتماعية على أعتاب منازلهم.
ويتمتع قصر وستمنستر، الذي يضم البرلمان، بأمن مشدد، حيث يخضع أفراد الجمهور لإجراءات أمنية شبيهة بتلك المتبعة في المطارات.
وتجري إدارة أمن البرلمان فحصًا صارمًا لأي شخص يطلب تصريحًا، كما يقوم ضباط مسلحون بدوريات في القصر. وفي عام 2022/2023، تم إنفاق 3.3 مليون جنيه إسترليني على أمن أعضاء البرلمان – وهو ما يمثل زيادة قدرها 80 ضعفًا عن مستويات عام 2010/2011.
لكن خارج البوابات، لا يجد أعضاء البرلمان أنفسهم إلا للاختلاط بالسياح، وربما يرغبون في إبقاء هواتفهم المحمولة بعيداً عن أعينهم كما يفعلون عادة.
وتُظهِر التحليلات أن الجريمة الأكثر شيوعًا في وستمنستر هي السرقة . والأمر يزداد سوءًا: فقد زادت السرقات بنسبة 21 في المائة بين عامي 2022 و 2023، وفقًا لنفس الأرقام . كما تفتخر وستمنستر بمستوى أعلى من سرقة المتاجر مقارنة بأحياء كنسينغتون وتشيلسي الراقية.
وتُظهِر أرقام منفصلة أن أكثر من 30 ألف تقرير عن جرائم “السرقة من الشخص” في ويستمنستر تم تقديمها إلى شرطة العاصمة في الأشهر الاثني عشر المنتهية في سبتمبر/أيلول 2024. وهذا يعني 45 تقريراً لكل 1000 شخص – أي 88 ضعف المتوسط الوطني.



