الاتحاد الأوروبي يعطي موافقته على خفض الإنفاق من قبل اليمين المتطرف النمساوي
وافقت المفوضية الأوروبية على خطة نمساوية لخفض الإنفاق العام والتي يبدو أنها ستدعم برنامج حكومة محتملة بقيادة اليمين المتطرف.
وكان لحزب الحرية المناهض للهجرة (FPÖ) وحزب الشعب اليميني الوسطي (ÖVP)، اللذان يتفاوضان على اتفاق ائتلافي تاريخي من شأنه أن يعيد أول مستشار من أقصى اليمين في البلاد منذ الحرب العالمية الثانية، يد في اقتراح الميزانية.
ويوفر قرار المفوضية مزيداً من القدرة على التنبؤ بالمال العام في النمسا، ولكنه يضع أيضاً علاقتها مع فيينا على مسار إيجابي ــ من حيث التمويل على الأقل.
وقال المتحدث باسم الشؤون الاقتصادية في المفوضية بالاز أوجفاري للصحفيين في بروكسل اليوم “إن المفوضية لن تقترح فتح إجراء العجز المفرط بالنسبة للنمسا” في إشارة إلى عملية الاتحاد الأوروبي.
ورغم أن الحزبين لم يتوصلا بعد إلى اتفاق ائتلافي، فإنهما حققا هدفهما الأولي المتمثل في تجنب عقوبات الاتحاد الأوروبي على المنفقين الزائدين عن الحد.
وتستلزم هذه العملية تخفيضات جذرية في الميزانية، وفي بعض الحالات قد تؤدي إلى تشويه سمعة البلاد في نظر المستثمرين.
وأضاف أوجفاري “لقد رأينا نية لخفض الإنفاق في النمسا في عدد معين من المجالات خلال عام 2025 وهذه الإجراءات ستساعد في خفض العجز في الميزانية”.
ولتجنب إجراءات العجز المفرط، حدد حزب الحرية وحزب الشعب النمساوي يوم الاثنين تخفيضات الإنفاق بما يصل إلى 6.3 مليار يورو والتي سيضطران إلى تنفيذها إذا دخلا الحكومة.
وتهدف هذه التدابير إلى الحد من الإنفاق إلى ما دون الحد الأقصى لعجز الناتج المحلي الإجمالي الذي حدده الاتحاد الأوروبي بنسبة 3% بحلول عام 2025.
ومن المتوقع أن يوافق وزراء المالية على توصية المفوضية خلال اجتماعهم في بروكسل يوم الثلاثاء.
ومؤخرا اعترف المستشار النمساوي المؤقت ألكسندر شالنبرغ أمام رؤساء الاتحاد الأوروبي بأن بلاده تواجه “أوقاتا عصيبة” – لكنه تعهد بحماية القيم الأوروبية إذا تولى أول زعيم يميني متطرف منصبه منذ الحرب العالمية الثانية.
وفي إشارة إلى حالة الذعر التي تسيطر على فيينا والاتحاد الأوروبي، سارع شالنبيرج إلى بروكسل في أول يوم عمل كامل له في وظيفته، حيث أجرى محادثات منفصلة مع رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا، ورئيسة الشؤون الخارجية كايا كالاس، ورئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا.
وقال مسؤول في الاتحاد الأوروبي مطلع على المناقشات في بروكسل إن “شالينبيرج جاء ليطمئن الجميع إلى أنهم سيعملون على وضع الخطوط الحمراء للاتحاد الأوروبي في اتفاق الائتلاف، وخاصة فيما يتعلق بدعم أوكرانيا”.