رئيسيشؤون دولية

علاقة ترامب وبوتين تثير التساؤلات حول مستقبل العلاقات الأمريكية الأوروبية

يلتقي زعيما فرنسا وبريطانيا مع الرئيس ترامب هذا الأسبوع، لكن الاستراتيجيات التي استخدماها سابقًا قد لا تكون فعالة هذه المرة.

عندما يلتقي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر بالرئيس دونالد ترامب في البيت الأبيض هذا الأسبوع، سيكون لديهما خبرة سابقة في التعامل مع أسلوبه المتقلب. لكن من غير الواضح ما إذا كانت الأساليب القديمة ستنجح هذه المرة في مواجهة التحديات الجديدة.

بعد أسبوع قام فيه ترامب بوصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأنه “ديكتاتور”، لم يعد ماكرون وستارمر يواجهان مجرد رئيس أمريكي يميل إلى كسر الأعراف الدبلوماسية ويزدري المؤسسات متعددة الأطراف. بل يحاولان أيضًا إنقاذ التحالف عبر الأطلسي الذي دخل في أزمة وجودية.

تصريحات ترامب العدائية، إلى جانب انفتاحه على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لعقد تسوية سلام في أوكرانيا بعيدًا عن أوروبا، أثارت تساؤلات جدية حول مستقبل التحالف الذي حمى القارة الأوروبية لأكثر من سبعة عقود.

ولم يعد بإمكان قادة أوروبا التعويل على استراتيجيات جذب ترامب عبر الدعوات الرسمية والاستقبالات الفاخرة كما فعل ماكرون في يوم الباستيل عام 2017 أو كما فعلت الملكة إليزابيث الثانية خلال مأدبة في قصر باكنغهام عام 2019.

وقال رئيس الوزراء الأسترالي الأسبق مالكولم تيرنبول في مقابلة: “هذه لحظة الحقيقة. يجب أن يمتلكوا الجرأة لمواجهة ترامب وإخباره بوضوح أن الوقوف مع بوتين ضد أوكرانيا هو ضربة قاسية لمكانة أمريكا في العالم”.

تيرنبول، الذي دخل في مواجهة مع ترامب خلال فترته الأولى حول ملف اللاجئين، يرى أن محاولات استرضاء الرئيس الأمريكي في قضية جوهرية كهذه لن تجدي نفعًا.

والدبلوماسيون الذين تعاملوا مع ترامب في ولايته الأولى يحذرون من أنه لم يعد القائد نفسه.

السفير الفرنسي السابق لدى واشنطن، جيرار أرو، قال: “عندما وصل ترامب عام 2017، لم يكن يعرف شيئًا ولا أحدًا. اليوم، يعتقد أنه يعرف كل شيء، وأصبح أكثر تطرفًا في مواقفه، ومحاطًا بمساعدين لا يعارضونه أبدًا”.

وهذا سيجعل من الصعب على القادة الأوروبيين إقناعه بأن المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لم تكن عملية احتيال من قبل زيلينسكي، أو أن منح بوتين تنازلات كبرى في المفاوضات قد يكون خطيرًا.

وماكرون، الذي يصل إلى واشنطن يوم الاثنين، قال في بث مباشر: “سأقول له: لا يمكنك أن تكون ضعيفًا أمام بوتين، فهذا ليس أنت، وليس بصمتك السياسية، ولا في مصلحتك”.

فيما ستارمر، الذي سيزور البيت الأبيض يوم الخميس، لم يكشف علنًا عن استراتيجيته، لكن دبلوماسيين بريطانيين يتوقعون أن يؤكد على التزام بريطانيا بتعزيز الدفاع الأوروبي والمشاركة في قوات حفظ السلام في أوكرانيا.

وقال السفير البريطاني السابق في واشنطن، كيم داروك، إن ستارمر يجب أن يعد بزيادة الإنفاق العسكري البريطاني إلى 2.5% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول تاريخ محدد، لأن ذلك سيحظى بتقدير ترامب.

كما نصح داروك ستارمر بعدم الدخول في مواجهة مع ترامب حول زيلينسكي، بل التركيز على دوره كوسيط سلام عالمي، وهو الدور الذي يحب ترامب أن يرى نفسه فيه.

مسؤولون فرنسيون قلقون من أن ترامب قد يضغط لفرض وقف إطلاق نار سريع في أوكرانيا والاحتفال به مع بوتين في الساحة الحمراء بموسكو يوم 9 مايو، في ذكرى انتصار الاتحاد السوفيتي على ألمانيا النازية.

وأحد أكبر المخاوف هو أن ترامب قد يجبر أوكرانيا على إجراء انتخابات، ما قد يفتح الباب أمام التدخل الروسي والتلاعب بالنتائج.

ويرى بعض المحللين أن إقناع ترامب بأن تقديم تنازلات لبوتين سيمنح الصين مزيدًا من الجرأة ضد تايوان قد يكون وسيلة لجذبه إلى موقف أكثر صرامة مع روسيا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى