أسواق الأسهم العالمية تواجه حالة من عدم اليقين وسط حرب ترامب التجارية

ارتفعت الأسهم الأميركية بعد خسائر متتالية، في الوقت الذي تواجه فيه الأسواق العالمية أوقاتا غير مؤكدة منذ أعلن الرئيس دونالد ترامب عن حرب تجارية جديدة هذا الأسبوع.
وارتفعت أسهم وول ستريت بعد أن منح البيت الأبيض إعفاءً لمدة شهر من الرسوم الجمركية على السيارات في كندا والمكسيك. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفات إن التأخير تم منحه حتى لا “تتعرض شركات صناعة السيارات لضرر اقتصادي”.
وارتفع مؤشر داو جونز الصناعي 485.60 نقطة أو 1.14 بالمئة يوم الأربعاء بعد أن خسر أكثر من 1300 نقطة في الجلستين السابقتين للتداول. وارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 ومؤشر ناسداك المركب 1.2 بالمئة و1.46 بالمئة على التوالي.
وقد تبددت الآمال في تخفيف الأزمة على نطاق أوسع بعد أن أجرى ترامب مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو. واتهم ترامب كندا “بعدم بذل ما يكفي” من الجهود لمواجهة تدفق الفنتانيل إلى الولايات المتحدة، لكنه قال إن المكالمة انتهت “بطريقة ودية إلى حد ما”.
وارتفعت الأسهم الآسيوية، مع إعلان الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم، عن هدف نمو صعودي لهذا العام على الرغم من تصاعد الحرب التجارية مع الولايات المتحدة.
وارتفع مؤشر شنغهاي للأسهم القيادية CSI300 بنسبة 0.45% عند إغلاق التداول، في حين ارتفع مؤشر هانغ سنغ في هونغ كونغ بنسبة 2.84%. كما ارتفع مؤشر شنغهاي المركب بنسبة 0.53%.
وفي أماكن أخرى في آسيا، ارتفع مؤشر نيكاي الياباني بنسبة 0.23 في المائة، كما ارتفع مؤشر كوسداك في كوريا الجنوبية بنسبة 1.23 في المائة، كما ارتفع مؤشر BSE100 الهندي بنسبة 1.39 في المائة.
وفي الشرق الأوسط، انخفض مؤشر سوق دبي المالي العام بنسبة 0.77%، وانخفض مؤشر فوتسي أبوظبي العام بنسبة 0.36%. كما انخفض مؤشر تداول السعودي بنسبة 0.28%.
وقال دانييل ريتشاردز، كبير الاقتصاديين في بنك الإمارات دبي الوطني، في مذكرة: “حددت الحكومة الصينية هدفها للنمو لهذا العام عند 5 في المائة، بما يتماشى مع عام 2024، حتى في الوقت الذي تواجه فيه حربًا تجارية متصاعدة مع الولايات المتحدة، مما يثير التوقعات بمزيد من التحفيز في المستقبل”.
وفي كلمة ألقاها في افتتاح الاجتماع السنوي للبرلمان الصيني، استعرض رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ خطط بكين لإصدار 1.3 تريليون يوان (179 مليار دولار) من سندات الخزانة الخاصة طويلة الأجل هذا العام، ارتفاعا من تريليون يوان في العام الماضي.
وفي سياق منفصل، تخطط بكين لجمع 500 مليار يوان لإعادة تمويل البنوك الحكومية الكبرى، وفقا لتقرير لوكالة رويترز.
ويقول خبراء الاقتصاد عموما إن التعريفات الجمركية ستؤدي إلى زيادة التكاليف بالنسبة للمستهلكين، مما يؤدي إلى ارتفاع التضخم وإبطاء النمو الاقتصادي.
ودخلت الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على الواردات من المكسيك وكندا حيز التنفيذ يوم الثلاثاء، إلى جانب مضاعفة الرسوم الجمركية على السلع الصينية إلى 20 في المائة.
وأعلنت كندا عن إجراءات انتقامية، حيث فرضت تعريفات جمركية بنسبة 25% على الواردات بما في ذلك عصير البرتقال والدراجات النارية، في حين فرضت الصين تعريفات جمركية بنسبة 15% على مجموعة من الصادرات الزراعية الأميركية. وقالت المكسيك إنها سترد أيضا.
وقال إيبك أوزكارديسكايا، كبير المحللين في بنك سويسكوت: “دخلت الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب حيز التنفيذ أمس، مما أدى إلى هبوط الأسواق العالمية – بما في ذلك المؤشرات الأمريكية – حتى بدأت الشائعات حول التراجع المحتمل عن الرسوم تنتشر”.
وتابع “إن التقلبات العالية تدفع المستثمرين نحو الملاذات الآمنة مثل السندات والذهب، في حين أن الارتفاع الذي غذته ترامب في مؤشر الدولار الأمريكي قد انعكس بالفعل.”
كما أغلقت الأسهم الأوروبية على ارتفاع يوم الأربعاء على أمل تخفيف ترامب للرسوم الجمركية. وارتفع مؤشر داكس في فرانكفورت بنسبة 3.5 في المائة بينما انتعش مؤشر كاك في باريس أيضا مسجلا مكاسب بنسبة 1.56 في المائة. واستقر مؤشر فوتسي 100 في المملكة المتحدة عند مستوى قريب من الثبات، منخفضا بنسبة 0.04 في المائة.
وأغلق مؤشر الدولار منخفضا 1.34 بالمئة، مع إغلاق العملة الخضراء على انخفاض مقابل معظم العملات الرئيسية، في حين ارتفع اليورو بنسبة 1.55 بالمئة إلى 1.0791، “بدعم من الخطط الألمانية لتعديل دستورها من أجل تعزيز الإنفاق الدفاعي”، وفقا لريتشاردز.
وفي السلع الأساسية، انخفض النفط اليوم الأربعاء، مع انخفاض خام برنت، وهو المعيار لثلثي النفط العالمي، بنسبة 2.53 بالمئة إلى 69.24 دولار للبرميل، وتراجع خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 3 بالمئة إلى 66.61 دولار للبرميل في الساعة 1.23 صباحا بتوقيت الإمارات.
والإعلان عن إلغاء تخفيضات الإنتاج الإضافية من قبل بعض أعضاء أوبك+ جزئيًا اعتبارًا من أبريل/نيسان يثقل كاهل أسعار النفط العالمية، إلى جانب المخاوف المتزايدة بشأن ما قد تعنيه الحرب التجارية للطلب العالمي.



