رئيسيشؤون دولية

هجمات الطائرات الأوكرانية بدون طيار تخنق قطاع الطاقة الروسي

أحدثت موجة متصاعدة من الضربات الأوكرانية بطائرات بدون طيار ضد البنية التحتية النفطية الروسية اضطرابًا واسعًا في قدرة موسكو على تكرير النفط الخام وتصدير الوقود.

وأدى ذلك إلى نقص محلي حاد وأجبر الكرملين على فرض حظر على صادرات البنزين، في وقت يرى فيه حلفاء كييف أن الضغط الاقتصادي هو المفتاح لدفع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نحو طاولة المفاوضات.

ووفقًا لتقديرات محللين، فإن ما بين 15 و20% من إنتاج الوقود الروسي متوقف حاليًا، بعد ضرب منشآت رئيسية مثل كراسنودار وسيزران وريا zan التابعة لشركة روسنفت وفولجوجراد التابعة لـ لوك أويل.

هذه المصافي كانت تنتج مجتمعةً ما يصل إلى 750 ألف برميل يوميًا، أي نحو 10% من إجمالي الطاقة الإنتاجية الروسية.

وقد انخفض إنتاج المصافي إلى نحو 5.1 مليون برميل يوميًا بدلًا من المعدل المعتاد البالغ 5.6 مليون برميل، بينما يفاقم خضوع بعض المصانع لأعمال صيانة مطوّلة الأزمة.

النتيجة: طوابير طويلة أمام محطات الوقود في المدن الإقليمية، وارتفاع أسعار البنزين محليًا بنسبة تتراوح بين 20 و25% عن المعدلات الرسمية، وفقًا لشبكة حماية المصالح الوطنية الأوكرانية.

استراتيجية كييف: ضرب العمق الاقتصادي

ترى كييف أن هذه الضربات جزء من استراتيجية أوسع تهدف إلى حرمان روسيا من العملات الأجنبية الضرورية لتمويل حربها.

ووصف مسؤول في جهاز الأمن الأوكراني الطائرات المسيّرة بأنها “شكل من أشكال العقوبات”.

وبحسب الضابط البريطاني السابق في الاستخبارات العسكرية فيليب إنغرام، فإن رئيس الاستخبارات الأوكرانية كيريلو بودانوف يعتمد تكتيكًا مستوحى من الحرب العالمية الثانية: استهداف البنية التحتية الحيوية الروسية لتعطيل قدرتها العملياتية ودعم الجبهات.

وصرح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مرارًا أن أوكرانيا لا تستطيع تحقيق انتصار في معارك تكتيكية مباشرة شرق البلاد، لكن “من يهيمن على المستوى العملياتي يميل إلى الفوز بالحرب”.

تأثيرات سياسية وضغوط تفاوضية

أكد دبلوماسيون أوروبيون أن الجمع بين العقوبات الغربية والضربات الأوكرانية على النفط قد يُجبر الكرملين على النظر بجدية في المفاوضات.

وأشارت السفيرة الأوروبية لدى أوكرانيا كاتارينا ماتيرنوفا إلى أن الأزمة الحالية تُظهر أثرًا ملموسًا: “هناك طوابير انتظار على البنزين في روسيا… وهذا النوع من الضغط يُجدي نفعًا”.

في الداخل الروسي، لم يخفِ بوتين امتعاضه، متوعدًا بتكثيف قصف البنية التحتية للطاقة المدنية الأوكرانية ردًا على هذه الضربات. لكن في الوقت نفسه، يجد الكرملين نفسه محرومًا من مليارات الدولارات من العائدات بعد تمديد حظر تصدير الوقود حتى سبتمبر.

ويرى خبراء مثل يوري بويتشكو، رئيس مجموعة الضغط “الأمل من أجل أوكرانيا”، أن استمرار الضربات حتى منتصف الخريف قد يؤدي إلى تفجر أزمة اقتصادية داخلية خطيرة في روسيا، تضطر بوتين إلى التفاوض “بحسن نية”.

وتتزامن هذه التوقعات مع تحركات دبلوماسية جديدة بعد زيارة بوتين غير المسبوقة إلى ألاسكا للقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وسط تكهنات بأن واشنطن تستغل الرسوم الجمركية المرتفعة على الهند – أحد أبرز شركاء موسكو النفطيين – لزيادة الخناق على روسيا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى