رئيسيشؤون دولية

زعماء أوروبيون يحذرون من أن حديث بوتن عن السلام سراب

في الوقت الذي يدفع فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب باتجاه محادثات وقف إطلاق النار مع روسيا، حذر كبار المسؤولين الأوروبيين الذين يجتمعون في مؤتمر أمني على الجانب الآخر من العالم من أن فلاديمير بوتن ليس مهتما في واقع الأمر بأي اتفاق سلام ذي معنى.

وقال وزير خارجية لاتفيا بايبا برازي “لا يوجد مؤشر واحد على أن روسيا تريد السلام”.

فيما قال جوناتان فسيفيوف، الأمين العام لوزارة الخارجية الإستونية: “نحن نقدر بيقين مطلق أن روسيا لم تغير أيًا من أهدافها، وأن بوتن لا يزال يريد السيطرة الكاملة على كل أوكرانيا”.

وتؤكد هذه التحذيرات على الشعور العميق بالقلق في العواصم الأوروبية بشأن المدى الذي يمكن أن يصل إليه ترامب، الذي يصور نفسه باعتباره صانع الصفقات النهائي، في التوصل إلى اتفاق سلام قابل للتطبيق مع بوتن.

بعد اتصال ترامب وبوتين، أعلن البيت الأبيض أن الجانبين اتفقا على أن “التحرك نحو السلام” سيبدأ بوقف إطلاق النار في قطاعي الطاقة والبنية التحتية، أي وقف الهجمات التي تضر باقتصادي البلدين. إلا أنه لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق نار لمدة 30 يومًا، وهو موضوع محادثات تبدأ “فورًا” في الشرق الأوسط.

وبعد ساعات، في أوكرانيا، واصلت روسيا قصف البنية التحتية للطاقة في البلاد، الأمر الذي كذب وعود بوتن بوقف مثل هذه الهجمات.

وكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على موقع X : “في الوقت الحالي، وفي مناطق عديدة، يُمكنكم سماع ما تحتاجه روسيا حقًا. حوالي 40 طائرة مسيرة من طراز “شاهد” تحلق في سمائنا، والدفاع الجوي نشط”.

وأضاف أن “هذه الهجمات الليلية التي تشنها روسيا هي التي تُدمر قطاع الطاقة لدينا، وبنيتنا التحتية، والحياة الطبيعية للأوكرانيين… واليوم، رفض بوتين فعليًا اقتراح وقف إطلاق النار الكامل”.

وفي البيان الروسي لمحادثاته مع ترامب، طالب بوتن بإنهاء التعبئة في أوكرانيا وإعادة تسليح الجيش الأوكراني، داعيا إلى “الوقف الكامل للمساعدات العسكرية الأجنبية وتبادل المعلومات الاستخباراتية”.

كان برازي وفسيفيوف من بين عشرات كبار مسؤولي الدفاع والدبلوماسيين الأوروبيين الذين توافدوا لحضور مؤتمر أمني وتنموي كبير في الهند هذا الأسبوع، حيث هيمنت الحرب الروسية الأوكرانية على جدول الأعمال.

وقد حافظت الهند على علاقات وثيقة مع كل من الغرب وروسيا، مما منحها نفوذًا واسعًا كوسيط بين القوى المتنافسة في الوقت الذي يُقيّم فيه الجانبان اتفاق سلام محتمل.

وفي مؤتمر حوار رايسينا في نيودلهي، حذر الزعماء الأوروبيون من أن اتفاق السلام الذي يتم التفاوض عليه بشكل سيئ سوف يأتي بنتائج عكسية.

وقالت وزيرة الخارجية السويدية ماريا مالمر ستينرجارد: “الآن هو الوقت المناسب للتأكد من وجود اتفاق عادل ودائم لا يفسح المجال لروسيا لتصبح أقوى وتشن هجوما جديدا وتفوز مرة أخرى”.

وحضر مسؤولون من حلف شمال الأطلسي وروسيا المؤتمر، على الرغم من أن أيا منهم لم يلتقِ علناً أو يتحدث جنباً إلى جنب على منصة المؤتمر.

وجزء من المخاوف بين المسؤولين الأوروبيين هو أن روسيا قد تحاول فرض مطالب مرهقة على أوكرانيا وداعميها الغربيين حتى تبدأ محادثات جادة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى