رئيسيشئون أوروبية

ميرز المصاب يريد أن يثبت أنه زعيم قوي في أول رحلة خارجية له كمستشار

بعد فوزه بمنصب المستشار الألماني، يواجه فريدريش ميرز تحديات كبيرة في محاولة لإثبات قيادته القوية على الساحة الأوروبية، خاصةً بعد فشل في الحصول على الدعم الكافي داخليًا لتثبيت منصبه. في أول رحلة خارجية له، يخطط ميرز لزيارة باريس ووارسو يوم الأربعاء، حيث يسعى إلى تجديد التحالفات الأوروبية وتعزيز موقف ألمانيا في الشؤون الدفاعية.

تتمثل أهداف ميرز المباشرة في بدء صياغة استراتيجية دفاعية أوروبية موحدة استعدادًا لقمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) التي ستُعقد في يونيو. ومن المتوقع أن تسلط القمة الضوء على التزام دول أوروبا بتعزيز دفاعاتها وسط التهديدات المتزايدة من روسيا، في وقت يشهد فيه حلف شمال الأطلسي تصاعد التوترات بشأن التزام الولايات المتحدة بحماية حلفائها. وفقًا لإيفلين جايزر، مستشارة الناتو والأمن، فإن “قمة الناتو ستكون حاسمة لمستقبل هيكل الدفاع عبر الأطلسي، وبالتالي لأمن أوروبا”.

ميرز، الذي خاض حملته الانتخابية على أساس استعادة دور ألمانيا القيادي في أوروبا، يركز على بناء شراكات استراتيجية مع بولندا وفرنسا. بولندا، التي يُتوقع أن تكون أكبر دولة في الناتو تنفق على الدفاع، وفرنسا، التي يدافع رئيسها إيمانويل ماكرون عن الاستقلال الاستراتيجي الأوروبي، يعتبرهما ميرز حليفين رئيسيين في تعزيز الأمن الأوروبي. ورغم ذلك، فإن فشله في تأكيد سلطته داخليًا قد يهدد قدرة ألمانيا على أن تكون قوة استقرار في أوروبا.

الانتقادات التي وجهت لميرز بعد فشله في الفوز بسهولة بمنصب المستشار، حيث اجتاز التصويت الثاني بصعوبة وبأغلبية ضئيلة، أثارت قلقًا في العواصم الأوروبية بشأن قدرة ألمانيا على تقديم القيادة الفعالة في الأوقات العصيبة. فاليري هاير، رئيسة مجموعة تجديد أوروبا في البرلمان الأوروبي، وصفت هذا الفشل بـ”الصاعقة”، مشيرةً إلى أن ألمانيا كانت تُعتبر في الماضي ركيزة للاستقرار في أوروبا، ولكن الأمور قد تغيرت الآن.

كما أعرب رودريش كيسويتر، النائب عن حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، عن ضرورة أن تقدم ألمانيا التزامات عسكرية حقيقية لتعزيز ثقة حلفائها، مؤكدًا أن ميرز يجب أن يظهر التزامًا عسكريًا موثوقًا خلال محادثاته مع نظرائه في باريس ووارسو. وصرح كيسويتر لصحيفة بوليتيكو قائلاً: “ما نحتاجه الآن هو مساهمة ألمانية موثوقة في موقف الردع الأوروبي ضد روسيا”.

لكن القمة المرتقبة ليست فقط حول العلاقات الدفاعية الأوروبية، بل أيضًا عن كيفية التعامل مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يُعتبر من الشخصيات غير المتوقعة في السياسة الدولية. من المتوقع أن يواجه ميرز تحديًا كبيرًا في صياغة نهج أوروبي مشترك لمواجهة السياسة الأمريكية غير المتوقعة، خاصة بعد اللقاءات السابقة التي شهدت توترات بين ترامب والزعماء الأوروبيين.

إذن، مهمة ميرز في زيارته هذه تزداد تعقيدًا؛ فهو يسعى إلى إثبات قدرته على القيادة الأوروبية وسط أجواء من عدم اليقين الداخلي والخارجي. في ظل هذه الظروف الصعبة، ستكون زيارة باريس ووارسو اختبارًا حقيقيًا لقدرته على استعادة قوته السياسية وتأكيد مكانة ألمانيا كقوة محورية في أوروبا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى