رئيسيرياضة

 الاتحاد الأوروبي: نهائي دوري أبطال أوروبا لن يقام في السعودية أو الولايات المتحدة

في تصريح واضح وحاسم، أكد جلين ميكاليف، مفوض الرياضة بالاتحاد الأوروبي، أن نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، أحد أبرز الأحداث الرياضية الأوروبية، يجب أن يقام دائمًا داخل القارة الأوروبية، معارضًا بذلك أي اقتراحات متكررة لعقد النهائي في أماكن خارج أوروبا مثل الولايات المتحدة أو المملكة العربية السعودية.

في مقابلة مع صحيفة “بوليتيكو”، شدد ميكاليف على أن هذه البطولات تُعد أوروبية بحكم تعريفها وتاريخها، وبالتالي مكان إقامتها يجب أن يكون داخل أوروبا.

وقال: “هذه بطولات أوروبية، والمسابقات الأوروبية يجب أن تُقام في أوروبا. إنها كأس أوروبا، هيا بنا.” وأضاف أن هذا المبدأ لا يخضع للنقاش، خاصة وأن هذه البطولات تربط الأندية بالمجتمعات المحلية وجماهيرها، الذين هم في جوهر نجاح هذه الفرق.

تأتي هذه التصريحات في ظل نقاشات مستمرة منذ سنوات حول إمكانية نقل نهائي دوري الأبطال إلى الخارج، خصوصًا إلى الولايات المتحدة، التي تمثل سوق كرة قدم متنامية، أو إلى السعودية، التي تسعى لتعزيز مكانتها في الرياضة العالمية عبر استثمارات ضخمة.

لكن ميكاليف يعبر عن تمسك الاتحاد الأوروبي بمبدأ ربط البطولات بجذورها وأصولها، مشيرًا إلى أهمية السماح للجماهير المحلية بمتابعة فرقها ودعمها.

موقف حازم تجاه الرياضة والسياسة

لم يقتصر حديث المفوض الأوروبي على مسألة مكان إقامة النهائيات، بل تناول مواضيع رياضية ذات طابع سياسي واجتماعي، منها مشاركة الرياضيين الروس في المنافسات الدولية وسط الصراع الدائر في أوكرانيا.

إذ أكد ميكاليف أنه يرفض بشدة مشاركة رياضيين من دول ينفذ حكوماتها حروبًا عدوانية وغير قانونية، في إشارة واضحة إلى روسيا.

وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبي الرياضي يتحمل مسؤولية سياسية في رفض إدخال الرياضيين الروس في الأحداث الكبرى طالما استمرت الحرب، معتبراً أن الرياضة يجب أن تكون منصة لنشر قيم السلام وحقوق الإنسان والتضامن والديمقراطية.

ورغم إدراكه لاستقلالية الهيئات الرياضية في اتخاذ قراراتها، أصر على أهمية الدور السياسي الذي يجب أن يلعبه الاتحاد في هذا السياق.

التحديات الاقتصادية وحقوق المشجعين

على صعيد آخر، أثار ميكاليف قلقه بشأن قضايا تتعلق بتسعير تذاكر كرة القدم، خاصة مع اقتراب كأس العالم 2026 في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، حيث يدرس “فيفا” تطبيق نظام التسعير الديناميكي، الذي قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار التذاكر مع زيادة الطلب.

وذكر مفوض الرياضة أن ضمان سهولة الوصول للرياضة بالنسبة للجماهير أمر أساسي، وأن هناك مشاكل متعلقة بهذا الموضوع في أوروبا أيضًا، وهو ما دفعه إلى التعبير عن مخاوفه علنًا.

ويأمل ميكاليف في معالجة هذه القضايا ضمن استراتيجية تعزز النموذج الرياضي الأوروبي الذي يرتكز على مسابقات مفتوحة، هياكل هرمية قائمة على الصعود والهبوط، واستقلال الهيئات الحاكمة، والتضامن المالي بين الأندية المختلفة.

دعم الأندية الصغيرة وتعزيز التضامن

كما تحدث ميكاليف عن اهتمامه بمقترح جديد قدمه الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) يقضي بتخصيص ما لا يقل عن 5% من عائدات مسابقاته السنوية لدعم الأندية الصغيرة التي تطور لاعبين ينتقلون إلى فرق أكبر في البطولات الأوروبية.

ورغم تأكيده على استقلالية المنظمات الرياضية ومدح نظام المدفوعات التضامنية القوي الحالي، دعا إلى مناقشة شفافة لتعزيز هذا التضامن بشكل أفضل.

وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبي للأندية الناشئة في أوروبا يطالب بحصة أكبر من عائدات التضامن، معتبرًا أن هذا المقترح خطوة مهمة للنظر في طرق فعالة لتعزيز التضامن المالي بين الأندية، ما يعود بالفائدة على تطور كرة القدم على مستوى القاعدة.

وتعكس تصريحات جلين ميكاليف موقف الاتحاد الأوروبي الواضح من ضرورة الحفاظ على هوية البطولات الرياضية الأوروبية عبر إقامتها في أوروبا، والحفاظ على القيم التي تمثلها الرياضة كمنصة للتضامن والسلام.

كما يظهر حرص الاتحاد على موازنة مصالح الجماهير وحقوقها مع تحديات التسعير والتمويل، إلى جانب موقفه السياسي الرافض لاستغلال الرياضة كغطاء لسياسات حكومات متورطة في النزاعات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى