رئيسيشئون أوروبية

توسك يتجه للفوز بتصويت الثقة في بولندا لكنه يواجه مهمة شاقة في الحكم

بالرغم من أن رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك يستعد للفوز بتصويت الثقة في البرلمان، إلا أن التحديات السياسية التي يواجهها بعد فوز الرئيس القومي كارول ناوروكي تجعل مهمة الحكم أكثر تعقيدًا من أي وقت مضى.

فبينما يسيطر الائتلاف الوسطي المؤيد للاتحاد الأوروبي بقيادة توسك على 242 مقعدًا من أصل 460 في مجلس النواب (السيم)، فإن هذه الأغلبية البرلمانية لا تضمن له المضي قدمًا بأجندته الإصلاحية في ظل وجود رئيس متحالف مع اليمين الشعبوي ومستعد لاستخدام الفيتو لتعطيل مسار الحكومة.

والتصويت الذي دعت إليه الحكومة هدفه الأساسي هو طمأنة الداخل والخارج باستمرار تماسك الائتلاف، بعدما أثار فوز ناوروكي صدمةً داخل معسكر توسك وأحيا المخاوف من انقسامات قد تهدد الاستقرار السياسي في البلاد.

وصرّحت دوروتا لوبودا، النائبة عن التحالف المدني، أن التصويت يرمي لتبديد الإشاعات حول ضعف الحكومة وإعادة التأكيد على تفويض توسك بقيادة المرحلة.

لكن هذا التماسك المعلن يخفي خلافات متزايدة داخل صفوف الائتلاف، إذ عبّر نواب من أحزاب مشاركة عن استيائهم من أداء توسك في الحملة الانتخابية، لا سيما لطرحه نفسه كواجهة انتخابية رغم سمعته السلبية التي راكمها خلال سنوات حكمه السابقة.

وانتقدت جوانا موتشا، النائبة عن حزب “الطريق الثالث”، الطريقة التي قاد بها توسك الحملة، معتبرة أنه لم ينجح في تغيير الصورة التي رسمها حزب “القانون والعدالة” اليميني عنه طوال السنوات الماضية.

والتحدي الأكبر الآن يتمثل في قدرة توسك على تنفيذ وعوده الانتخابية، خاصة تلك المتعلقة بحقوق المرأة، والعلاقات المدنية، والإصلاح القضائي.

لكن وجود رئيس يحمل أجندة محافظة مدعومة من اليمين المتطرف، ويملك صلاحية استخدام الفيتو، يعني أن أي إصلاح جوهري قد يصطدم بعقبات دستورية وسياسية مستمرة.

ولتفادي خسارة الحكم في الانتخابات التشريعية المقبلة عام 2027، بدأ توسك جولة مشاورات داخلية لإعادة ترتيب أولويات الائتلاف، حيث طرحت أحزاب عدة مطالبها الخاصة: من ضمان استقلال الإعلام العام، إلى تحسين ظروف الإسكان والرعاية الصحية، وصولاً إلى إنهاء نظام المحسوبية في المؤسسات العامة.

كما يسعى توسك إلى فتح قنوات تفاهم مع ناوروكي في ملفات السيادة والدفاع، بهدف الحفاظ على وحدة موقف بولندا في مواجهة روسيا.

وتقول لوبودا إن مجالات التعاون الممكنة تشمل الأمن والاقتصاد والدفاع، ما قد يخفف التوتر السياسي ويعزز من صورة الحكومة أمام حلفائها في الناتو والاتحاد الأوروبي.

وفي ظل تصاعد الضغوط الداخلية والخارجية، يدرك توسك أن مجرد نيل الثقة البرلمانية لا يكفي. فالمهمة الحقيقية تكمن في المحافظة على وحدة ائتلافه، واستعادة ثقة الناخبين، وتجنب الانجرار إلى معارك مفتوحة مع مؤسسة الرئاسة التي تسعى للحد من نفوذه تدريجيًا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى