روبرتا ميتسولا تلمح إلى البقاء في بروكسل وترفض العودة إلى السياسة المالطية

ألمحت رئيسة البرلمان الأوروبي، المالطية روبرتا ميتسولا، إلى أنها لا تعتزم مغادرة بروكسل في الوقت الراهن، رافضةً الضغوط المتزايدة من داخل بلدها لتولي قيادة الحزب القومي في فاليتا، بعد الاستقالة المفاجئة لزعيمه برنارد جريتش.
وقالت ميتسولا، في مقابلة صحفية ردًا على سؤال بشأن احتمال عودتها إلى مالطا لتولي المنصب: “لدي مسؤولية هنا”، في إشارة إلى دورها الحالي على رأس البرلمان الأوروبي، وهو ما فُهم على نطاق واسع كإشارة واضحة إلى تمسكها بمنصبها الأوروبي في هذه المرحلة.
وجاءت هذه التصريحات بعد استقالة جريتش يوم الثلاثاء، والتي فتحت باب التنافس على زعامة الحزب القومي، أبرز أحزاب المعارضة المالطية.
وقد أدى رحيله المفاجئ إلى تصاعد الدعوات داخل الحزب لعودة ميتسولا إلى الساحة السياسية المحلية وقيادة الحزب في مواجهة رئيس الوزراء الحالي روبرت أبيلا، زعيم حزب العمال اليساري الوسطي.
وتُعد ميتسولا من أبرز الشخصيات السياسية في مالطا وأكثرها شهرة، وتتمتع بسمعة أوروبية قوية منذ انتخابها لرئاسة البرلمان الأوروبي في يناير 2022، ومن ثم إعادة انتخابها لولاية ثانية.
ومع تزايد إحباط المعارضة من أداءها المتراجع أمام حزب العمال الذي لطخته فضائح الفساد، يرى كثيرون أن ميتسولا هي الشخصية القادرة على توحيد صفوف الحزب القومي وإعادة تشكيل المعارضة في البلاد.
وفي مقابلة تلفزيونية، بدا أن جريتش نفسه يدفع باتجاه ترشح ميتسولا، حين قال: “عندما تريد فعل الخير لبلدك… لا وقت لديك. ليس الأمر يتعلق بالوقت الذي يناسبك، بل عندما يناسب بلدك على نحوٍ إيثاري”، في إشارة ضمنية إلى أهمية أن تتقدم ميتسولا لقيادة الحزب، رغم التوقيت غير المثالي من وجهة نظرها الشخصية.
ومع ذلك، فإن قرار ميتسولا بالبقاء في بروكسل يعكس إدراكها لثقل منصبها الأوروبي والتأثير الذي تمارسه من خلاله، خاصة في ظل الأدوار المتزايدة للبرلمان الأوروبي في صياغة السياسات المتعلقة بالهجرة، وسيادة القانون، والتوسع الأوروبي.
كما يشير أيضًا إلى حسابات سياسية تتعلق بمستقبلها داخل الاتحاد الأوروبي، سواء في رئاسة البرلمان أو في مناصب أعلى لاحقًا.
حتى الآن، لم تصدر ميتسولا موقفًا نهائيًا يقطع الجدل، لكنها تحرص على التأكيد أنها “تتحمل مسؤولية” أوروبية كبرى، مما يلمح إلى أنها لا ترى الوقت مناسبًا للعودة إلى مالطا، على الأقل في المدى القريب.



