رئيسيشئون أوروبية

المستشار النمساوي يرى في ميرز شريكاً أساسياً لمواجهة الهجرة غير النظامية إلى أوروبا

أكد المستشار النمساوي كريستيان ستوكر أن المستشار الألماني فريدريش ميرز يشكل شريكاً حيوياً للنمسا في تبني موقف أوروبي أكثر تشدداً تجاه الهجرة غير النظامية، رغم التوترات التي شهدتها العلاقات بين برلين وفيينا بشأن سياسة الحدود الداخلية للاتحاد الأوروبي.

وفي مقابلة مع بودكاست “برلين بلايبوك” التابع لموقع بوليتيكو، قال ستوكر إن “الحل يجب أن يكون عند الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي، وليس عبر حماية الحدود الداخلية لمنطقة شنغن كحل دائم”. وأضاف: “أنا سعيد للغاية لأن لدي شريكاً مثل فريدريش ميرز يرى الأمور بطريقة مشابهة جداً”.

وتعتبر النمسا من الدول الرائدة في دفع سياسات أوروبية صارمة بشأن طلبات اللجوء، وقد ظلت تنتقد مراراً مقترحات ألمانيا السابقة التي اعتبرتها أكثر تساهلاً. إلا أن وصول ميرز إلى السلطة خفّف من هذا التباين، خاصة بعد تعهد حكومته بحصر تدفق المهاجرين وطالبي اللجوء بشكل حاد، وسط ضغوط من حزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني المتطرف.

وشرع وزير داخلية ميرز في تشديد الرقابة على الحدود، لا سيما مع النمسا، معلناً أن الشرطة سترفض دخول المزيد من المهاجرين غير النظاميين، بما في ذلك طالبي اللجوء. وعلى الرغم من ذلك، أثارت هذه الإجراءات توتراً بين ألمانيا وجيرانها في منطقة شنغن، إذ اعتبرها سياسيون في فرنسا وبولندا والنمسا عائقاً أمام حرية تنقل الأشخاص والبضائع.

ورغم الانتقادات، قلّل ستوكر من أهمية هذه التوترات، مؤكداً أن مراقبة الحدود الداخلية قد تكون ضرورية أحياناً، حتى وإن لم تكن حلاً دائماً. وقال: “إذا كانت هناك حاجة إلى مراقبة مؤقتة للحدود الداخلية، فنحن نفعل ذلك، وأعتقد أن دولاً أخرى تتبع هذا النهج أيضاً”.

وقبل قمة المجلس الأوروبي التي عُقدت في بروكسل يوم الخميس، شارك ميرز في اجتماع قادة مناهضين للهجرة، من بينهم رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني ورئيسة وزراء الدنمارك ميتي فريدريكسن. وقال مسؤول في المستشارية الألمانية: “لقد عدنا إلى طاولة النقاش بشأن قضية الهجرة”.

وفي ظل ضغوط من اليمين المتطرف على ائتلافه الوسطي، أعرب ستوكر عن تأييده لخطة المفوضية الأوروبية الرامية إلى إصلاح نظام الترحيل في الاتحاد الأوروبي. وشدد على أهمية تعزيز الرقابة على الحدود الخارجية للاتحاد، والعمل على إتمام إجراءات اللجوء عند الحدود الخارجية بدلاً من داخل الدول الأعضاء، لتجنب أعباء تفاقم أوضاع اللاجئين داخل القارة.

وقال ستوكر قبيل اجتماعه المرتقب مع ميرز: “نحن بحاجة إلى تنسيق مواقفنا، وكذلك تنسيق كيفية تعاملنا مع القضايا التي نوقشت في المجلس الأوروبي على المستوى الأوروبي”.

يجسد هذا التنسيق الجديد تحوّلاً ملحوظاً في المواقف الأوروبية حيال أزمة الهجرة التي تواجه القارة، حيث تدفع الدول المحافظة مثل النمسا وألمانيا بقيادة ميرز باتجاه سياسات أكثر صرامة، مع التركيز على حماية الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي وإعادة تنظيم عملية اللجوء بشكل مركزي.

ويُتوقع أن يستمر هذا التعاون الوثيق بين فيينا وبرلين في تشكيل السياسات الأوروبية، في ظل استمرار الضغط الشعبي والسياسي المتزايد ضد الهجرة غير النظامية في العديد من دول الاتحاد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى