عرضت الولايات المتحدة على الاتحاد الأوروبي اتفاقًا تجاريًا جديدًا يقضي بالإبقاء على تعريفة أساسية تبلغ 10% على جميع سلع التكتل، مع استثناءات محدودة لبعض القطاعات الحساسة، مثل الطائرات والمشروبات الروحية، وفقًا لما أفاد به دبلوماسيون ومسؤولون أوروبيون لموقع بوليتيكو.
ويأتي العرض الأميركي في وقت تسوده حالة من الترقب، بعدما أعلنت إدارة الرئيس دونالد ترامب يوم الأحد تأجيل الموعد النهائي لإعادة فرض الرسوم الجمركية الشاملة إلى الأول من أغسطس/آب المقبل، ما يمنح الدول فرصة إضافية للتفاوض وتجنب موجة جديدة من القيود التجارية الصارمة.
وبحسب مصادر أوروبية، بدأ ترامب هذا الأسبوع إرسال إشعارات إلى عدد من الشركاء التجاريين، أوضح فيها مستويات الرسوم الجديدة، بدءًا بكوريا الجنوبية واليابان، واللتين ستواجهان تعرفة جمركية بنسبة 25% اعتبارًا من مطلع أغسطس.
وفي السياق ذاته، أجرى المفوض التجاري الأوروبي ماروش شيفتشوفيتش اتصالات مباشرة مع الإدارة الأميركية، عقب مكالمة هاتفية جرت بين ترامب ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين يوم الأحد، بحسب ما أكده دبلوماسيان في بروكسل.
لكن هذه المحادثات، وعلى الرغم من أهميتها، ما زالت تراوح مكانها في ظل غياب ضمانات أميركية واضحة، إذ أكدت مصادر في الاتحاد الأوروبي أن الاتفاق التجاري المقترح لا يزال “هدفًا متحركًا”، وأن تنفيذه النهائي يبقى مرهونًا بموافقة الرئيس ترامب نفسه.
ورغم عدم شمول العرض الأميركي إعفاءات لصناعات أوروبية استراتيجية مثل السيارات، والصلب، والأدوية، فقد أبدت بعض الدول الأوروبية، خاصة فرنسا وإيطاليا وأيرلندا، استعدادها لقبول الاتفاق بشرط استثناء قطاعاتها الحساسة مثل المشروبات الروحية والطيران.
من جانبها، أعلنت كارولين ليفيت، السكرتيرة الصحفية للرئيس ترامب، أن الأمر التنفيذي الخاص بتأجيل فرض الرسوم سيتم توقيعه رسميًا، مما يضمن تمديد المهلة إلى الأول من أغسطس لإعطاء الطرفين فرصة إضافية للتوصل إلى “اتفاق من حيث المبدأ”.
وقال وزير التجارة الأيرلندي سيمون هاريس في بيان مساء الاثنين: “يمكننا الآن أن نتوقع تمديد الوضع الراهن حتى بداية أغسطس، مما يمنح الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة مزيدًا من الوقت للتوصل إلى صيغة توافقية ترضي الجانبين”.
ومع ذلك، تواجه بروكسل معضلة استراتيجية بشأن جدوى القبول بعدم التماثل في العلاقات التجارية مع واشنطن، أو المخاطرة بمزيد من الإجراءات العقابية من إدارة ترامب، التي بات يُنظر إليها على نطاق واسع باعتبارها غير قابلة للتنبؤ في سياستها التجارية.
وفي اجتماع عقده سفراء الاتحاد الأوروبي مساء الاثنين وُصف بأنه “قاتم”، أكد الدبلوماسيون أن المفوضية لم تتلق حتى الآن أي ضمانات من الجانب الأميركي تمنع فرض رسوم إضافية مستقبلًا، ما يزيد من حالة القلق داخل أروقة الاتحاد.
وامتنعت المفوضية الأوروبية عن التعليق على تفاصيل العرض، مكتفية بالقول إن “المفاوضات لا تزال جارية”. ويأتي هذا التطور في وقت يتصاعد فيه الضغط السياسي والاقتصادي داخل الاتحاد الأوروبي للحد من تأثير سياسة “أميركا أولًا” التجارية على اقتصاد القارة العجوز.

