دبلوماسيون بريطانيون سابقون يطالبون ستارمر وماكرون بالاعتراف بدولة فلسطين وسط تحذيرات إسرائيلية وأميركية

حثّ 26 دبلوماسيًا بريطانيًا سابقًا، بينهم سفراء سابقون في دول رئيسية بالشرق الأوسط، رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على الاعتراف بدولة فلسطينية، في خطوة يقولون إنها ضرورية لإظهار بديل قانوني لما وصفوه بسياسة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو القائمة على “العيش بالسيف”.
وجاء في الرسالة التي نشرتها صحيفة التايمز: “عندما يستقبل السير كير ستارمر الرئيس ماكرون غدًا، سوف يؤكدان مجددًا عزمهما المرحب به على دعم أوكرانيا… نحن بحاجة إلى نفس وحدة الهدف بشأن إسرائيل وفلسطين”.
وأضاف الموقعون: “يجب أن يقررا الآن الاعتراف بدولة فلسطين دون قيد أو شرط، وتأييد الحق الفلسطيني في تقرير المصير إلى جانب إسرائيل”.
ومن بين الموقعين على الرسالة شخصيات دبلوماسية رفيعة، مثل السير دومينيك تشيلكوت، السفير السابق في تركيا، وبيتر ميليت، السفير السابق في ليبيا، واللورد أندرو جرين، الذي شغل منصب السفير في السعودية. كما وقعها أيضًا السير ويليام باتي، السفير السابق لدى أفغانستان، وثلاثة سفراء سابقين لدى الأمم المتحدة: بيتر جينكينز، السير جيريمي جرينستوك، واللورد ديفيد هاناي.
ويأتي هذا النداء قبل زيارة ماكرون المقررة إلى لندن يوم الثلاثاء، وسط سياق دولي محتدم بسبب الحرب في غزة، وتجدد التوترات في الضفة الغربية، وصدامات دبلوماسية حول مستقبل حل الدولتين.
غير أن الدعوات للاعتراف بفلسطين قوبلت بردود فعل غاضبة من بعض المسؤولين البريطانيين الحاليين، بينهم اللورد إيان أوستن، المبعوث التجاري البريطاني إلى إسرائيل، الذي هاجم الرسالة في منشور عبر منصة إكس، قائلاً إنها “تتجاهل حماس والفظائع التي ارتكبت في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، والتي بدأت هذا الصراع الأخير”.
وكان أوستن قد كتب في مايو مقالاً انتقد فيه تعليق بريطانيا لمحادثات اتفاقية التجارة الحرة مع إسرائيل، محذرًا من تأثير ذلك على آلاف الوظائف البريطانية المرتبطة بالتجارة مع تل أبيب، قبل أن يزور إسرائيل لاحقًا لتشجيع الأعمال التجارية مع المملكة المتحدة.
الجدير بالذكر أن فرنسا كانت تستعد في وقت سابق للاعتراف الأحادي بدولة فلسطينية خلال مؤتمر أممي كبير حول حل الدولتين كان مقررًا في نيويورك منتصف يونيو/حزيران، تشارك في استضافته السعودية. لكن المشروع أُلغي بعد تحذيرات أميركية وإسرائيلية شديدة.
وكشفت مصادر دبلوماسية أن وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، حذر بريطانيا وفرنسا من أن إسرائيل قد تضم أجزاء من الضفة الغربية إذا أقدمت أي منهما على الاعتراف بفلسطين من جانب واحد.
وفي الوقت ذاته، أفادت مصادر في وزارة الخارجية البريطانية بأن واشنطن حذّرت لندن وباريس من هذه الخطوة التي قد تؤدي إلى “زلزال سياسي” في المنطقة، باعتبارهما أول دولتين من مجموعة السبع الكبرى تقدم على مثل هذا الاعتراف.
بدوره، عارض وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي الاعتراف الأحادي، قائلاً إن بريطانيا “لن تعترف بدولة فلسطينية إلا عندما نعلم أن ذلك سيساهم فعليًا في تحقيق السلام”.
وبينما تتواصل الحرب في غزة، يرى مراقبون أن الاعتراف الأوروبي بفلسطين قد يشكل ضغطًا سياسيًا هائلًا على حكومة نتنياهو، لكن ثمنه قد يكون تصعيدًا جديدًا على عدة جبهات، في وقت تشهد فيه المنطقة توترًا غير مسبوق.



