رئيسيشؤون دولية

ترامب يستعد مبكرًا لانتخابات الكونغرس 2026: دعمٌ مباشر للمرشحين وتطويقٌ للانقسامات

قبل أكثر من عام على انتخابات التجديد النصفي المرتقبة في خريف 2026، بدأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحركات سياسية مبكرة لحشد الدعم للحزب الجمهوري، عبر توجيه المرشحين في الانتخابات التمهيدية، ووأد الخلافات المحتملة داخل الحزب، وضمان استمرار سيطرة الجمهوريين على مجلسي النواب والشيوخ.

وفي الأسابيع الأخيرة، كثّف ترامب وفريقه في البيت الأبيض تدخلهم في سباقات محلية بولايات محورية مثل آيوا، ميشيغان، نيويورك، وكارولاينا الشمالية، وفقًا لما نقلته صحيفة بوليتيكو. وتشمل هذه التحركات دفع بعض النواب للعدول عن خوض انتخابات على مناصب جديدة، وتشجيع شخصيات موالية لترامب على الترشح في دوائر متأرجحة، وذلك لضمان وحدة الجبهة الجمهورية.

ترامب يهيمن على المشهد الحزبي

وقال أحد كبار مسؤولي البيت الأبيض، طلب عدم الكشف عن هويته، إن ترامب لا يكتفي بلعب دور “الزعيم الرمزي” للحزب، بل يُمارس دورًا مباشرًا في ضبط المشهد السياسي الداخلي، إذ “يخطط للقيام بجولات انتخابية واسعة لدعم المرشحين الجمهوريين ويشارك فعليًا في تشكيل الأجندة السياسية لعام 2027”.

ومن بين التحركات اللافتة، إقناع النائب زاك نون من آيوا بعدم الترشح لمنصب الحاكم، والبقاء في مجلس النواب، كما جرى إبعاد النائب بيل هويزينغا من ميشيغان عن منافسة داخلية محتدمة على مجلس الشيوخ، مقابل دعم ترامب لمرشح آخر هو مايك روجرز. وأعلن ترامب ذلك صراحةً على منصته الاجتماعية الخاصة يوم الخميس.

لقاءات خلف الكواليس

وبحسب مصادر مطلعة، جرت محادثات سرية مع عدد من أعضاء مجلس الشيوخ، بينهم جوني إرنست من آيوا، لتشجيعها على الترشح مجددًا، في حين بحث مسؤولون من البيت الأبيض مع أطراف جمهورية في ولاية مين بدائل محتملة في حال قررت السيناتور سوزان كولينز التقاعد.

كما تم إقناع النائب مايك لولر من نيويورك بعدم الترشح لمنصب الحاكم، وهو ما يُظهر أن البيت الأبيض يسعى لتقليل المنافسات الداخلية قدر الإمكان، لضمان فوز مرشحين موالين.

وقالت كارولين ليفيت، المتحدثة السابقة باسم حملة ترامب والرئيسة الحالية للاتصال الإعلامي في البيت الأبيض، إن “ترامب يظل الزعيم الأقوى في الحزب، والدليل أن من خالفوه رحلوا عن المشهد”. وأكدت أن “الرئيس سيدعم أصدقاءه للفوز، وسيساعد الحزب في حصد المزيد من المقاعد”.

دروس من 2018 وخطة مدروسة

وعلى عكس انتخابات التجديد النصفي عام 2018، التي شهدت خسارة الجمهوريين لمجلس النواب في فترة ترامب الأولى، يبدو أن الإدارة الحالية تعمل على تفادي تكرار التجربة. ويرى توني فابريزيو، خبير استطلاعات ترامب، أن الرئيس يُدرك تمامًا أن فوز الديمقراطيين بالكونغرس قد يعرّضه لتحقيقات ويُهدد أجندته التشريعية.

يُضاف إلى ذلك أن ترامب عازم على مواصلة التواصل مع قواعده الشعبية، إذ قال في أحد الاجتماعات مؤخرًا: “علينا أن نكثف وجودنا الانتخابي في الولايات لأنني وحدي من يمكنه حشد الجماهير في جميع الأماكن”.

ويُخطط ترامب للإعلان عن أجندة تشريعية خاصة بانتخابات 2026، تجعل من “إعادة ترشيح ترامب” بحد ذاته شعارًا انتخابيًا للحزب، وفقًا لأحد المسؤولين.

أسماء من الصف الأول في الإدارة

تشير التحركات إلى أن المستشارين السياسيين كريس لاسيفيتا وتوني فابريزيو يلعبان دورًا مركزيًا في رسم استراتيجية الحزب، بالتعاون مع سوزي وايلز، مديرة مكتب ترامب، وجيمس بلير، نائب مدير المكتب.

ويمثل تواجد لاسيفيتا وفابريزيو في الحملات الانتخابية لمجلس الشيوخ “علامة على تأييد غير مباشر من الرئيس”، بحسب مصادر داخل الحزب. وأفاد نائب سابق من فلوريدا أن “وجودهما يعني أن البيت الأبيض يراقب، وإذا سارت الحملة كما هو متوقع، سيتدخل ترامب رسميًا بالتأييد”.

حذر في بعض الملفات

رغم انخراطه الواسع، لا يزال ترامب يُبدي حذرًا في ملفات معينة، منها الانتخابات التمهيدية المثيرة للجدل في ولاية تكساس، حيث يتصدر المدعي العام كين باكستون السباق رغم مواجهته مزاعم فساد وأخبار سيئة.

وقال أحد المسؤولين: “إذا تقلصت الفجوة بينه وبين خصمه جون كورنين، سنُجري تقييمًا جديدًا. لكن الوضع حاليًا هشّ للغاية”.

نحو سباق حاسم في 2026

مع بقاء أكثر من عام على يوم الاقتراع، يبدو أن ترامب وحلفاءه في الإدارة يُراهنون على تجييش القواعد الجمهورية التقليدية وغير التقليدية، خصوصًا الناخبين من الطبقة العاملة والجيل الشاب (Z)، الذين ساهموا في عودته إلى البيت الأبيض عام 2024.

ففي ظل الانقسام الحاد داخل الكونغرس والضغوط المتزايدة على الإدارة، يُدرك ترامب أن انتخابات التجديد النصفي ليست فقط حول الكونغرس، بل معركة شخصية على “الإرث السياسي” و”النفوذ الكامل”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى