رئيسيشؤون دولية

بريطانيا تبدأ إجلاء أطفال مرضى من غزة لتلقّي العلاج وسط دعوات إنسانية متزايدة

أعلنت الحكومة البريطانية أنها ستبدأ خلال الأسابيع المقبلة تنفيذ خطة جديدة تهدف إلى إجلاء ما يصل إلى 300 طفل من قطاع غزة لتلقّي العلاج الطبي المتخصص في المملكة المتحدة، في إطار مبادرة إنسانية مدعومة سياسيًا وشعبيًا، بعد أن أثارت صور المجاعة والإصابات في غزة ردود فعل قوية داخل المجتمع البريطاني.

وبحسب مصدر رفيع في وايتهول، سيُسمح للأطفال بدخول البلاد لتلقّي رعاية طبية مجانية، على أن يُرافق كل طفل أحد الوالدين أو الوصي القانوني، وأحيانًا أشقاء، إذا دعت الحاجة. وتعمل وزارات الداخلية، والصحة، والخارجية البريطانية بشكل مشترك على وضع التفاصيل النهائية للخطة.

وتأتي هذه الخطوة بالتوازي مع جهود تقودها مجموعة Project Pure Hope، وهي منظمة طبية تطوعية تُعنى بنقل الأطفال المصابين من غزة إلى الخارج، بالتعاون مع مستشفيات متخصصة في أوروبا.

دعم سياسي ورسمي
وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، وفي تصريحات لصحيفة صنداي تايمز، وصف المبادرة بأنها “خطوة تاريخية”، مشيرًا إلى أن إنقاذ حياة الأطفال هو أولوية ملحّة، وأن دعمهم يمثل “التزامًا أخلاقيًا قبل أن يكون سياسيًا”.

وأكد لامي أن “البرامج الإنسانية لا يمكن أن تنجح إلا في حال رُفعت القيود التي تعيق إدخال المساعدات والمرضى”، مشيرًا إلى التعاون البريطاني مع الأردن وشركاء أوروبيين لإدخال المساعدات والمصابين عبر معابر برية وجوية.

كما أعلن كير ستارمر، رئيس الوزراء، في وقت سابق، أن الحكومة ستعترف بدولة فلسطينية في سبتمبر ما لم يتم إحراز تقدم ملموس على المسار السياسي، مشددًا في مقال بصحيفة ديلي ميرور على أن “الشعب البريطاني يشعر بالغثيان من صور الجوع واليأس في غزة”، متعهدًا بإجلاء الأطفال “بأقصى سرعة ممكنة”.

حالات حرجة تصل لندن
من بين الأطفال الذين تم إجلاؤهم مؤخرًا، مجد الشغنوبي (15 عامًا)، الذي أصيب بشظايا قذيفة دبابات أثناء محاولته جمع مساعدات شمال غزة. يعاني مجد من كسور في الفك وإصابة خطيرة في الساق، ويخضع حاليًا للعلاج في مستشفى Great Ormond Street للأطفال في لندن.

وبحسب اليونيسف، قُتل أو أُصيب ما يزيد عن 50,000 طفل منذ بداية الحرب، فيما تم إجلاء أكثر من 7,000 مريض، بينهم 5,000 طفل، إلى دول مثل مصر وقطر والإمارات، في حين استقبلت دول أوروبية، منها إسبانيا وإيطاليا والنرويج، نحو 200 طفل.

ضغط برلماني متزايد
في البرلمان البريطاني، وقّع أكثر من 100 نائب على رسالة تطالب الحكومة بتسريع تنفيذ البرنامج، مؤكّدين أن “الاستجابة العاجلة أصبحت ضرورة لا تحتمل التأجيل”.

وقالت النائبة العمالية ستيلا كريسي، التي نسّقت الخطاب: “إن التزامنا الجماعي بمساعدة هؤلاء الأطفال لا يزال مطلقًا. مع كل يوم تأخير، يُصاب المزيد أو يفقدون حياتهم. نحن مستعدون لدعم أي خطوات لتحقيق ذلك”.

تحديات متوقعة
سيخضع جميع الأطفال وذويهم لفحوصات أمنية وبصمات بيومترية قبل السماح بسفرهم، وفق ما أكدته وزارة الداخلية البريطانية. كما أشار مسؤولون إلى أن بعض هؤلاء الأطفال قد لا يتمكنون من العودة إلى غزة أبدًا بسبب دمار البنية التحتية أو فقدان ذويهم.

وفيما تتزايد الدعوات الإنسانية، يبقى السؤال مفتوحًا حول مستقبل الأطفال الذين غادروا موطنهم الجريح على أمل العلاج… وهل يمكن أن تتحول هذه الخطوة إلى بداية تحرك دولي أوسع نحو حماية المدنيين في غزة؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى