رئيسيشؤون دولية

ترامب يبلغ القادة الأوروبيين نيته لقاء بوتين شخصيًا لإحياء الدبلوماسية في الحرب الأوكرانية

في خطوة قد تعيد تشكيل مسار الحرب في أوكرانيا، أبلغ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قادة أوروبيين، يوم الأربعاء، بأنه يعتزم لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شخصيًا خلال الأيام المقبلة، بهدف فتح قناة دبلوماسية مباشرة لإنهاء الصراع المستمر منذ أكثر من ثلاث سنوات.

وبحسب ما كشفه مسؤول ألماني لصحيفة بوليتيكو، فإن ترامب أبلغ نظراءه الأوروبيين، خلال مكالمة هاتفية رفيعة المستوى، أنه يسعى إلى عقد اجتماع ثلاثي يجمعه بكل من بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في محاولة لإحياء المفاوضات المتوقفة. وشارك في المكالمة كل من المستشار الألماني فريدريش ميرز وزيلينسكي وقادة آخرين من أوروبا.

لقاء غير مسبوق منذ الغزو
لم يلتقِ أي رئيس أمريكي بفلاديمير بوتين منذ الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا في فبراير/شباط 2022. لكن ترامب، الذي عاد إلى البيت الأبيض مطلع هذا العام، أجرى عدة مكالمات هاتفية مع الزعيم الروسي منذ توليه منصبه، وأعاد تأكيده بأن الحل السياسي لا يزال “قابلاً للتحقيق”.

وقالت نيويورك تايمز في وقت سابق إن اللقاء بين ترامب وبوتين قد يتم الأسبوع المقبل، لكن لم يتم تأكيد توقيت محدد حتى الآن. كما لم يعلّق البيت الأبيض رسميًا على الخطة، فيما أكدت المتحدثة باسمه، كارولين ليفيت، أن الرئيس “منفتح على لقاء بوتين”، دون تأكيد ما إذا كان الاقتراح قد طُرح بالفعل خلال المكالمة الهاتفية.

مبعوث ترامب التقى بوتين في الكرملين
تأتي هذه التطورات عقب لقاء استمر ثلاث ساعات في موسكو بين المبعوث الخاص للرئيس ترامب، ستيف ويتكوف، والرئيس الروسي في الكرملين. وصف ترامب هذا اللقاء بأنه كان “مثمراً للغاية”، لكنه لم يكشف عن تفاصيل النقاشات.

وتحاط هذه الاتصالات بقدر كبير من السرية، بينما يسود القلق في الأوساط الأوروبية من أن تتحول اللقاءات إلى تنازلات سياسية غير مشروطة لصالح موسكو، أو أن تُهمش أوكرانيا من المفاوضات.

بين الدبلوماسية والتهديد بالعقوبات
رغم التوجه الدبلوماسي الجديد، لم تتراجع إدارة ترامب عن مواقفها الضاغطة. فقد جدد الرئيس الأمريكي تهديده بفرض عقوبات صارمة على الدول التي تشتري الطاقة الروسية، وأعلن أن المهلة النهائية لهذه الإجراءات تنتهي يوم الجمعة المقبل، إذا لم تُظهر روسيا “تقدمًا ملموسًا نحو وقف الحرب”.

وقال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية، فضّل عدم الكشف عن اسمه: “لا تزال هناك توقعات قوية بأن الرئيس ترامب سيفرض هذه العقوبات في الموعد المحدد”.

وتُعد هذه الخطوة استكمالاً لموقف ترامب السابق الذي تعهد فيه “بإنهاء الحرب الأوكرانية من اليوم الأول” في حال فوزه بفترة رئاسية ثانية. ومع ذلك، تواجه هذه الوعود عقبات عملية كبيرة، خصوصاً مع تمسك روسيا بمطالبها، واستمرار غاراتها الجوية على مناطق مدنية في أوكرانيا، ما أثار غضب كييف وواشنطن على حد سواء.

ردود فعل دولية متباينة
حتى الآن، لم يصدر تعليق رسمي من موسكو أو كييف بشأن المقترح الأمريكي بعقد لقاء ثلاثي، رغم مشاركة زيلينسكي في المكالمة مع ترامب. إلا أن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو ألمح في مقابلة مع قناة فوكس بيزنس إلى “فرصة حقيقية” لعقد اللقاء خلال الفترة المقبلة، قائلاً: “نأمل أن يتحقق ذلك في المستقبل القريب، لكن لا تزال هناك الكثير من الخطوات قبل الوصول إليه”.

ويحذر مراقبون من أن لقاء ترامب – بوتين، إذا تم، قد يبعث برسائل متضاربة حول الالتزام الأمريكي تجاه الحلفاء الأوروبيين وأوكرانيا، في وقت يسعى فيه الكرملين لتوظيف الانقسامات الغربية لصالحه.

خطوة محفوفة بالمخاطر
يرى مؤيدو ترامب أن اللقاء المباشر قد يشكل فرصة نادرة لكسر الجمود في الحرب الأوكرانية، بينما يشكك منتقدوه في دوافعه، ويخافون من أن يستخدم ترامب القمة المحتملة لتحقيق مكاسب سياسية داخلية أو توجيه ضغوط على أوكرانيا للتنازل.

ومع اقتراب موعد فرض العقوبات الجديدة، وترقب نتائج أي لقاء محتمل، يبقى المشهد الدولي على أعتاب منعطف حاسم في واحدة من أطول الحروب التي شهدتها أوروبا في القرن الحادي والعشرين. وهل ينجح ترامب في تسويق دبلوماسيته الشخصية كحل للأزمة، أم تزيد اللقاءات من تعقيد الصراع؟ الإجابة قد لا تتأخر طويلاً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى