رئيسيشئون أوروبية

حزب البديل لألمانيا يتصدر استطلاعات الرأي لأول مرة في تاريخه

حقق حزب البديل من أجل ألمانيا (AfD) اليميني المتطرف إنجازًا سياسيًا غير مسبوق بتصدره استطلاعات الرأي الوطنية، ليصبح الحزب الأكثر شعبية في البلاد، متجاوزًا الكتلة المحافظة التي يقودها المستشار الألماني فريدريش ميرز، في تطور من شأنه أن يثير القلق داخل ألمانيا وخارجها.

تقدم غير متوقع
بحسب استطلاع أجراه معهد فورسا للبحوث الاجتماعية والتحليل الإحصائي، قال 26% من المشاركين إنهم سيصوتون لصالح حزب البديل من أجل ألمانيا إذا جرت الانتخابات الآن، متقدمًا على كتلة ميرز المحافظة التي حصلت على 24%. ويأتي هذا التقدم بعد أشهر قليلة فقط من تحقيق الحزب أفضل نتيجة في تاريخه في الانتخابات الفيدرالية التي جرت في فبراير، حيث حصد نحو 21% من الأصوات وأصبح أكبر حزب معارض في البوندستاغ.

صعود شعبوي أوروبي
تزامن الصعود المفاجئ لحزب البديل في ألمانيا مع موجة تقدم للأحزاب اليمينية الشعبوية في أوروبا، إذ يحقق حزب التجمع الوطني في فرنسا تقدمًا واضحًا، فيما أحرزت قوى مماثلة مكاسب سياسية في بولندا، رومانيا، البرتغال، وهولندا. وفي بريطانيا، تتصدر حركة الإصلاح بزعامة نايجل فاراج استطلاعات الرأي، مستفيدة من حالة السخط الشعبي على حكومة حزب العمال بقيادة كير ستارمر.

جذور الحزب وتحولاته
تأسس حزب البديل من أجل ألمانيا قبل أكثر من عقد كحزب ذي قضية واحدة، على يد مجموعة من أساتذة الاقتصاد الذين عارضوا العملة الموحدة اليورو وخطط إنقاذ الدول الأوروبية المثقلة بالديون خلال أزمة الديون السيادية. آنذاك، كانت نتائجه الانتخابية محدودة وأغلبها في خانة الأرقام الأحادية.

لكن تحت قيادة أليس فايدل، الخبيرة الاقتصادية السابقة، تحول الحزب إلى منصة لخطاب يميني متشدد، مع التركيز على معاداة الهجرة وطرح مواقف قومية متشددة. هذا التحول جعل بعض القوى السياسية الرئيسية تصفه بالتطرف، إلى حد الدعوة إلى حظره استنادًا إلى أحكام الدستور الألماني التي تهدف إلى منع تكرار مآسي الحقبة النازية.

تحديات ميرز وتراجع شعبيته
استطلاع فورسا أشار إلى أن المستشار فريدريش ميرز يواجه تآكلًا في شعبيته، خاصة مع تركيزه على الملفات الخارجية مثل الحرب في أوكرانيا وعلاقات أوروبا مع الولايات المتحدة في عهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، على حساب القضايا الداخلية. وأظهر الاستطلاع أن 67% من الألمان غير راضين عن أدائه بعد 100 يوم فقط من توليه منصب المستشار.

مخاوف داخلية وخارجية
تقدم حزب البديل يثير مخاوف لدى الأحزاب التقليدية والاتحاد الأوروبي، نظرًا لمواقفه المناهضة للهجرة والمتشككة في المؤسسات الأوروبية. محللون سياسيون حذروا من أن هذا الصعود قد يعكس تحولًا أعمق في المزاج الشعبي الألماني، ويضع برلين في مسار سياسي جديد قد يؤثر على سياستها الخارجية وتوجهاتها داخل الاتحاد.

مستقبل غامض قبل الانتخابات
رغم أن الانتخابات الفيدرالية المقبلة لن تجرى قبل عام 2029، إلا أن النتائج الأخيرة تمنح حزب البديل دفعة معنوية قوية وتفرض تحديات استراتيجية على الأحزاب المنافسة. ويرى خبراء أن استمرار تراجع ثقة الناخبين في أداء الحكومة الحالية، وارتفاع القلق من قضايا الهجرة والاقتصاد، قد يعزز من فرص اليمين الشعبوي في ترسيخ موقعه كقوة سياسية رئيسية في ألمانيا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى