تفاؤل أوروبي حذر بعد اتصال ترامب حول أوكرانيا وسط مخاوف من مفاجآت قمة ألاسكا

أبدى قادة الاتحاد الأوروبي تفاؤلًا حذرًا بعد مكالمة هاتفية مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تلقوا خلالها تطمينات بأن واشنطن لن تقدم على “بيع أوكرانيا” في أي اتفاق سلام محتمل مع روسيا خلال القمة المرتقبة في ألاسكا.
وأكدت مصادر أوروبية أن ترامب أقرّ بضرورة وقف إطلاق النار قبل أي نقاش حول قضايا الأراضي، وشدد على أهمية وجود أوكرانيا على طاولة المفاوضات، وهو ما اعتبرته العواصم الأوروبية خطوة إيجابية، ولو مؤقتة، نحو حماية مصالح كييف.
مخاوف من تبدّل المواقف
ورغم هذه الإشارات الإيجابية، يدرك الأوروبيون أن التعامل مع شخصيتين متقلبتين مثل ترامب وفلاديمير بوتين ينطوي على مخاطر كبيرة. فالتصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي حول “تبادل الأراضي” أثارت قبل أيام حالة ذعر من احتمال إبرام صفقة تقسيم أوكرانيا دون التشاور مع الحلفاء.
كما يظل هاجس القادة الأوروبيين قائمًا من أن تتحول القمة إلى فرصة لصفقات اقتصادية في مجالات الطاقة والمعادن النادرة، على حساب ملفات أساسية كالتعويضات وعودة الأطفال الأوكرانيين المرحّلين قسرًا.
تحول في موقف الإدارة الأمريكية؟
بعض المؤشرات أوحت بتغير في موقف الإدارة الأمريكية، خاصة بعد تلميح مسؤولين أوروبيين إلى أن واشنطن قد تفكر في تقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا في مرحلة ما بعد الحرب.
المستشار الألماني فريدريش ميرز صرح أن ترامب “يشارك أوروبا مواقفها إلى حد كبير”، وهو ما أكده أيضًا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا. حتى رئيسة وزراء لاتفيا، إيفيكا سيلينا، أبدت ارتياحًا، مشيرة إلى أن “الجميع على نفس الصفحة” بشأن أسس السلام.
دور نائب الرئيس فانس
نائب الرئيس جيه دي فانس، المعروف سابقًا بانتقاداته الحادة لكييف، ظهر بموقف أكثر براغماتية مؤخرًا. فقد أجرى لقاءات مع مسؤولين أوكرانيين بارزين خلال زيارته للمملكة المتحدة، إلا أنه لا يزال متمسكًا بموقفه الرافض لمواصلة تمويل الحرب من أموال دافعي الضرائب الأمريكيين، مقترحًا أن تتحمل أوروبا العبء المالي الأكبر مقابل شراء السلاح من الولايات المتحدة.
أهداف ترامب في قمة ألاسكا
تحليلات مراكز الأبحاث الأوروبية تشير إلى أن ترامب يدخل قمة ألاسكا بهدف الحفاظ على صورته كصانع سلام وعدم الظهور بمظهر “الخاسر” أمام بوتين. ويخشى بعض المراقبين أن يستخدم الرئيس الروسي تكتيكات رمزية، مثل تعليق محدود للقصف، لإقناع ترامب برغبته في السلام، بينما يبقى هدفه الاستراتيجي الأعمق هو تقويض استقلال أوكرانيا كدولة ديمقراطية.
يان تيشاو، الخبير في مجموعة أوراسيا، أوضح أن الأوروبيين يسعون إلى تزويد ترامب بفهم أعمق لمناورات بوتين حتى لا يقع في فخ تنازلات غير محسوبة.
قلق أوروبي من اتفاقات ناقصة
الجانب الأوروبي يخشى من أن تؤدي أي صفقة متسرعة بين ترامب وبوتين إلى تنازلات غير مقبولة، مثل التخلي عن أراضٍ أو تخفيف العقوبات على روسيا كشرط مسبق للاتفاق.
وفي حال رفضت كييف وحلفاؤها الأوروبيون مثل هذه الترتيبات، فإنهم يتوجسون من أن يلجأ ترامب لإلقاء اللوم عليهم لعرقلة “السلام”، وهو سيناريو قد يفاقم الانقسام داخل المعسكر الغربي.



