يدرس الاتحاد الأوروبي اتخاذ خطوة تاريخية بمنح مولدوفا أولوية في مسار الانضمام إلى الكتلة الأوروبية قبل الانتخابات البرلمانية المقررة في سبتمبر/أيلول المقبل، وهي خطوة من شأنها أن تدفعها لأول مرة إلى الأمام على حساب أوكرانيا، التي كانت حتى الآن تسير في المسار نفسه معها نحو العضوية.
وبحسب ثلاثة دبلوماسيين ومسؤول أوروبي، فإن الخطة المطروحة تقضي بأن تصوت الدول الأعضاء على فتح أول “مجموعة تفاوضية” مع مولدوفا في أوائل الشهر المقبل، بعد اجتماع وزراء الاتحاد الأوروبي، وهو إجراء قانوني محوري على طريق الانضمام.
دفعة انتخابية قوية لساندو
الخطوة المقترحة من شأنها أن تمنح الرئيسة مايا ساندو وحزبها المؤيد للاتحاد الأوروبي دفعة انتخابية كبيرة، في مواجهة جهود روسية نشطة للتأثير على التصويت لصالح قوى موالية لموسكو.
وقال سيغفريد موريسان، النائب المحافظ في البرلمان الأوروبي ورئيس لجنة الشراكة مع مولدوفا: “لا بد من إيجاد طريقة لفتح المجموعة الأولى… هذه إشارة مهمة إلى روسيا، وتُضعف حجتها بأن طريق مولدوفا نحو الاتحاد الأوروبي متعثر”.
قلق أوكراني من رسالة “سلبية”
لكن إعطاء الضوء الأخضر لمولدوفا وحدها قد يثير غضب كييف، التي ارتبط ملفها بالملف المولدوفي منذ منحهما معاً موافقة المجلس الأوروبي المبدئية عام 2023.
دبلوماسي أوكراني حذر قائلاً: “هناك خطر من إرسال إشارة خاطئة للأوكرانيين… علينا الحفاظ على موقف موحد بشأن عضوية الاتحاد الأوروبي، خاصة ونحن نناقش مستقبل السلام في ألاسكا”.
وشددت المفوضية الأوروبية في بيان أن البلدين أتما إصلاحات واسعة النطاق تؤهلهما لبدء المفاوضات، ولا يوجد سبب موضوعي لتأخير أي منهما.
المجر… العقبة الكبرى أمام كييف
التحدي الأكبر أمام أوكرانيا يتمثل في الفيتو المجري، إذ جعل رئيس الوزراء فيكتور أوربان من معارضة انضمام كييف ركيزة لحملته الانتخابية المقبلة.
وبينما قد تحصل مولدوفا على موافقة الدول السبع والعشرين في اجتماع مجلس الشؤون العامة غير الرسمي مطلع سبتمبر/أيلول، يُستبعد أن تنال أوكرانيا دعماً بالإجماع. وهذا يضع الدول المؤيدة للتوسيع، مثل الدنمارك التي ترأس الاتحاد حالياً، أمام معضلة استراتيجية:
إذا تم ربط ملفي مولدوفا وأوكرانيا معاً، فلن يتقدم أي منهما.
إذا تقدمت مولدوفا وحدها، فسيكون ذلك على حساب إحباط أوكرانيا.
خيارات بديلة لطمأنة كييف
تدرس بروكسل منح أوكرانيا مزايا تكامل إضافية لتعويض تأجيل فتح المفاوضات، مثل الوصول إلى برنامج هورايزون أوروبا للبحث العلمي أو برنامج إيراسموس لتبادل الطلاب.
وقال دبلوماسي أوروبي: “هناك طرق عديدة للاقتراب من أوكرانيا دون إجراءات تفاوض رسمية… المهم ألا نسمح لفيتو المجر بإيقاف التقدم، مع الإبقاء على الهدف النهائي وهو العضوية الكاملة”.
تأثير اجتماع ألاسكا
أشارت مصادر دبلوماسية إلى أن الوضع قد يتغير سريعاً عقب لقاء الرئيسين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين المقرر غداً في ألاسكا.
وإذا تم التوصل إلى اتفاق يتضمن عضوية الاتحاد الأوروبي كجزء من تسوية سياسية لأوكرانيا، فقد يضغط ترامب على أوربان لرفع اعتراضه.
ويرى أنصار المسار المشترك أن الحفاظ على تزامن عرض العضوية لكلا البلدين يحافظ على المصداقية الأوروبية، ويمنع إحباط الشارع الأوكراني الذي يعتبر الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي هدفاً استراتيجياً.

