Site icon أوروبا بالعربي

روسيا تستهدف مكاتب الاتحاد الأوروبي والمجلس الثقافي البريطاني في كييف

الحرب الروسية الأوكرانية

شهدت العاصمة الأوكرانية كييف فجر الخميس موجة جديدة من الهجمات الروسية بالطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية، أسفرت عن مقتل عشرة أشخاص وإصابة ثلاثين آخرين، وألحقت دمارًا واسعًا في مبانٍ مدنية، بينها مقرات دبلوماسية تابعة للاتحاد الأوروبي والمجلس الثقافي البريطاني.

وأكدت سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى أوكرانيا، كاتارينا ماتيرنوفا، أن مبنى وفد الاتحاد الأوروبي في كييف تعرض لأضرار جسيمة نتيجة موجة الصدمة الناجمة عن القصف الروسي.

وأوضحت أن الموظفين بخير، لكن الهجوم يعكس خطورة المرحلة واستهداف رموز دبلوماسية ومدنية في وقت واحد.

كما تعرض مكتب المجلس الثقافي البريطاني في كييف، الواقع بالقرب من وفد الاتحاد الأوروبي، للقصف. ورغم عدم وقوع إصابات بين العاملين، فإن الاستهداف المباشر لهذه المؤسسات الثقافية والدبلوماسية اعتُبر مؤشرًا خطيرًا على توسيع روسيا لدائرة أهدافها.

إدانات أوروبية ودولية واسعة
اتهم وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيا موسكو بـ”استهداف الدبلوماسيين عمدًا”، معتبراً ذلك انتهاكًا صارخًا لاتفاقية فيينا التي تضمن حماية البعثات الدبلوماسية.

من جانبها، وصفت مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس الهجمات بأنها “خيار متعمد لتصعيد الحرب والاستهزاء بجهود السلام”.

أما رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر فاعتبرها “عبثية”، مضيفًا: “بوتين يقتل الأطفال والمدنيين ويقوّض آمال السلام. يجب أن يتوقف هذا النزيف الدموي فورًا”.

بدوره الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أدان الهجوم ووصفه بأنه “إرهاب ووحشية”، بينما أكد وزير الخارجية الألماني يوهان فادفول أن ما حدث “لا يمكن أن يمر دون عواقب”، معلنًا أن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي سيناقشون الرد في اجتماعهم المقرر بكوبنهاجن.

كذلك شددت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين على ضرورة “وقف الهجمات العشوائية ضد المدنيين فورًا”، مؤكدة أن موظفي الوفد الأوروبي آمنون.

أما رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا فقال إن الأضرار “متعمدة”، متعهدًا بأن “الاتحاد الأوروبي لن يستسلم وسيواصل دعم أوكرانيا”.

هجوم متزامن مع تحركات دبلوماسية
تزامن القصف الروسي مع وصول وزراء دفاع الاتحاد الأوروبي إلى كوبنهاجن لمناقشة تعزيز الدعم العسكري لأوكرانيا وفرض المزيد من العقوبات على موسكو.

ويرى مراقبون أن استهداف كييف في هذا التوقيت رسالة مباشرة إلى أوروبا مفادها أن روسيا قادرة على تصعيد الضغط في أي لحظة.

كما جاءت الضربات بعد أسابيع من مشاورات في البيت الأبيض جمعت الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بعدد من قادة أوروبا، بحضور الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وكانت إدارة ترامب قد أعلنت استعدادها لدعم قوة أوروبية لمراقبة الأمن الأوكراني وتوفير موارد استخباراتية ودرع دفاع جوي.

إلا أن موسكو رفضت أمس فكرة نشر قوات حفظ سلام أوروبية، معتبرة أنها محاولة لتثبيت وجود عسكري غربي دائم في المنطقة. هذا التناقض بين تصريحات ترامب وموقف بوتين زاد الشكوك حول فرص نجاح أي مبادرة للسلام.

السلام مؤجل والخلافات مستمرة
رغم أن ترامب تحدث عن اجتماع ثلاثي مرتقب بينه وبين بوتين وزيلينسكي، فإن مراقبي الكرملين يشككون في نوايا الرئيس الروسي الذي يماطل في عقد لقاء مباشر مع نظيره الأوكراني.

بل إن موسكو رفعت سقف مطالبها أخيرًا، مشترطة تسليم كامل منطقة دونباس، بما في ذلك معاقل استراتيجية لا تسيطر عليها حتى الآن، وهو ما رفضه زيلينسكي بشكل قاطع، مؤكداً أن مثل هذا التنازل سيفتح الباب أمام “غزو روسي جديد في المستقبل”.

وفي مواجهة هذا التصعيد، توالت بيانات التضامن من مؤسسات الاتحاد الأوروبي. فقد اعتبرت رئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا أن الهجوم “عدوان روسي عبثي جديد”، مؤكدة أن وفد الاتحاد في كييف “يمثل صوت أوروبا على الأرض”.

أما مفوضة التوسعة مارتا كوس فقالت: “هذه الهجمات الوحشية دليل إضافي على أن روسيا لا تريد السلام بل تختار الإرهاب”، معربة عن تضامنها الكامل مع الأوكرانيين.

Exit mobile version