Site icon أوروبا بالعربي

 جدل أوروبي واسع حول خطط نقل مباريات كرة القدم إلى الخارج

رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (UEFA)، ألكسندر تشيفرين

أشعلت خطط اتحادي كرة القدم في إسبانيا وإيطاليا لإقامة مباريات رسمية في الولايات المتحدة وأستراليا جدلاً واسعًا داخل أروقة كرة القدم الأوروبية، حيث اعتبرها كثيرون تهديدًا مباشرًا لهوية اللعبة وعلاقتها بجماهيرها المحلية.

وعبر رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (UEFA)، ألكسندر تشيفرين، عن رفضه الواضح لهذه التوجهات خلال مقابلة مع صحيفة بوليتيكو على هامش المؤتمر العادي التاسع والأربعين للاتحاد في موناكو. وقال: “من حيث المبدأ، يجب أن تُلعب المباريات الأوروبية في أوروبا، لأن جماهيرها تعيش هنا. لا يمكن مطالبة المشجعين بالسفر آلاف الكيلومترات إلى أستراليا أو الولايات المتحدة لمتابعة فرقهم. هذه خيانة للتقاليد العريقة لكرة القدم الأوروبية.”

ورغم اعترافه بأن الخيارات القانونية أمام الاتحاد محدودة إذا وافقت الاتحادات الوطنية، شدد تشيفرين على ضرورة فتح نقاش موسع مع الفيفا وجميع الاتحادات الوطنية لبحث مخاطر هذه الخطوة.

خطط إيطالية وإسبانية مثيرة للجدل

بدأ الجدل حين أعلنت رابطة الدوري الإيطالي عن إقامة مباراة بين ميلان وكومو في بيرث الأسترالية في فبراير 2026، مبررة الخطوة بتعارض جدول الدوري مع الألعاب الأولمبية الشتوية في شمال إيطاليا.

بعد ذلك بأشهر قليلة، أعلنت رابطة الدوري الإسباني عن نيتها لعب مباراة بين برشلونة وفياريال في ميامي خلال ديسمبر المقبل. الإعلان فجّر موجة غضب بين المشجعين، ودفعت أكبر مجموعة لمشجعي كرة القدم في أوروبا (FSE) إلى رفع شكوى رسمية للمفوضية الأوروبية ضد ما وصفته بـ”محاولات مستمرة لإلغاء الطابع الإقليمي لكرة القدم الأوروبية”.

ويرى المعارضون أن هذه الخطط تهدد النزاهة التنافسية، إذ تفقد بعض الأندية ميزة اللعب على أرضها، كما أنها تفكك العلاقة التاريخية بين الفرق وجماهيرها المحلية.

مفوض الرياضة في الاتحاد الأوروبي جلين ميكاليف، عبّر عن اعتراضه بشدة قائلاً عبر وسائل التواصل الاجتماعي: “الأندية المجتمعية هي جوهر النموذج الرياضي الأوروبي. نقل المباريات إلى الخارج ليس ابتكارًا، بل خيانة.”

وهذه التصريحات وُصفت بأنها أول اختبار حقيقي لحوكمة اللعبة منذ أزمة دوري السوبر الأوروبي في 2021، حين حاولت بعض الأندية الكبرى الانفصال عن النظام القائم، قبل أن تتراجع تحت ضغط جماهيري وسياسي.

ردود غاضبة من الليغا والكالتشيو

رد فعل رابطة الدوري الإيطالي جاء سريعًا، معتبرة أن موقف ميكاليف “مبالغ فيه”. وقالت في بيان: “نحن مندهشون من هذه الانتقادات، فالأمر يتعلق بمباراة واحدة فقط، وليس بإعادة هيكلة كاملة للمسابقات.”

أما رئيس رابطة الدوري الإسباني خافيير تيباس فحاول تهدئة المخاوف بقوله: “أتفهم القلق، لكن دعونا نضع الأمور في نصابها الصحيح: نحن نتحدث عن مباراة واحدة من أصل 380. هناك ملايين المشجعين حول العالم لديهم الحق في مشاهدة فرقهم مباشرة مرة واحدة على الأقل.”

ويعكس هذا الجدل صراعًا أوسع بين عولمة كرة القدم والسعي لجذب جماهير وأسواق جديدة، وبين الحفاظ على هوية اللعبة باعتبارها جزءًا من الثقافة المحلية.

بينما ترى بعض الأندية أن لعب المباريات في الخارج سيزيد من قاعدة جماهيرها ويضخ عوائد مالية ضخمة، يحذر المشجعون من أن ذلك قد يؤدي إلى تحويل البطولات الوطنية إلى منتج تجاري بلا روح، على حساب الجماهير التي تملأ المدرجات أسبوعًا بعد آخر.

Exit mobile version