رئيسيشؤون دولية

طائرة فون دير لاين تتعرض لتشويش روسي محتمل على نظام الملاحة

كشفت المفوضية الأوروبية أن طائرة رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين تعرضت لتشويش على نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) خلال رحلتها إلى بلغاريا يوم الأحد. الحادثة، التي يُشتبه في أن روسيا تقف وراءها، أثارت مخاوف جديدة حول أمن الملاحة الجوية الأوروبية في ظل تصاعد التوترات مع موسكو.

وبحسب بيان صادر عن أريانا بوديستا، نائبة المتحدث باسم المفوضية، فإن الطائرة واجهت “تشويشًا على نظام GPS”، لكنها تمكنت من الهبوط بسلام.

وأكدت صحيفة فاينانشيال تايمز أن الطيار اضطر إلى استخدام خرائط ورقية بدلاً من المساعدات الملاحية الإلكترونية للوصول إلى مطار بلوفديف، ثاني أكبر مدينة في بلغاريا. هذا الإجراء الاستثنائي يعكس خطورة التشويش الذي أفقد الطائرة القدرة على استخدام أنظمة الملاحة الرقمية.

خلفية الجولة الأوروبية
كانت فون دير لاين في جولة تشمل لاتفيا، فنلندا، إستونيا، بولندا، ليتوانيا، بلغاريا، ورومانيا، تهدف إلى تعزيز التضامن الأوروبي مع الدول المواجهة لروسيا والتأكيد على التزام الاتحاد الأوروبي بتطوير قدراته الدفاعية.

في بلغاريا، زارت رئيسة المفوضية مصنعًا للأسلحة في مدينة سوبوت برفقة رئيس الوزراء روسين جيليازكوف، في رسالة رمزية على دعم بروكسل لتعزيز الصناعات الدفاعية لدى دول الخطوط الأمامية.

وذكرت المفوضية الأوروبية أن السلطات البلغارية أبلغتها باحتمال تورط روسيا في الهجوم. وجاء في بيان بوديستا: “هذا الحادث يؤكد مدى إلحاح زيارة الرئيسة الحالية إلى الدول الأعضاء في الخطوط الأمامية، حيث رأت بنفسها التهديدات اليومية من روسيا ووكلائها”.

ويشار إلى أن تشويش GPS يُستخدم عادة للتشويش على الطائرات أو تضليلها عبر إرسال بيانات مواقع مزيفة. وقد ازدادت هذه الظاهرة منذ عام 2022 في منطقة بحر البلطيق، ما دفع عدة حكومات أوروبية للتحذير والمطالبة باتخاذ إجراءات ضد روسيا وحليفتها بيلاروسيا.

تداعيات أمنية وسياسية
الحادثة تفتح الباب أمام عدة تساؤلات حول:
سلامة الطيران المدني في الأجواء القريبة من مناطق التوتر.
فعالية الأنظمة الأوروبية مثل جاليليو في مواجهة الهجمات الإلكترونية والتشويش المتعمد.
قدرة الاتحاد الأوروبي على الرد سياسيًا وأمنيًا على ما يُعتبر “هجومًا هجينيًا” جديدًا من موسكو.

وبالنسبة للاتحاد الأوروبي، فإن استهداف طائرة رئيسة المفوضية يحمل رمزية قوية، إذ يبرز هشاشة المجال الجوي أمام أساليب الحرب الإلكترونية الروسية.

وبينما هبطت طائرة فون دير لاين بسلام، فإن الحادثة ترسم صورة قاتمة عن التهديدات الأمنية التي تواجهها أوروبا.

فالتشويش على أنظمة الملاحة لم يعد خطرًا افتراضيًا، بل واقعًا يهدد القادة والمسافرين على حد سواء. ومع تصاعد المواجهة مع روسيا، يبدو أن الاتحاد الأوروبي مقبل على اختبار جديد في كيفية حماية أجوائه ومواطنيه من هذه التهديدات “الهجينة” المتزايدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى