رئيسيشئون أوروبية

فون دير لاين تتعهد بمعاقبة “الوزراء المتطرفين” في إسرائيل ووقف المدفوعات

في خطاب حالة الاتحاد أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ، خرجت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بموقف غير مسبوق تجاه إسرائيل، متعهدة بفرض عقوبات على “الوزراء المتطرفين” والمستوطنين العنيفين، إضافة إلى تعليق المدفوعات الثنائية لإسرائيل. وقد أشعلت تصريحاتها، التي وصفت الوضع في غزة بأنه “غير مقبول” و”مجاعة من صنع الإنسان”، قاعة البرلمان بين التصفيق الحار من جهة، وصيحات الاستهجان من جهة أخرى.

وأعلنت فون دير لاين أن المفوضية الأوروبية ستعمل على:

فرض عقوبات على وزراء إسرائيليين متطرفين ومستوطنين تورطوا في أعمال عنف.

تعليق المدفوعات الثنائية لإسرائيل، مع استثناء تمويل متحف الهولوكوست ياد فاشيم ومنظمات المجتمع المدني الإسرائيلية.

اقتراح تعليق جزئي للجوانب التجارية لاتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، وهو إجراء قد يعيد فرض الرسوم الجمركية على بعض الصادرات.

وأشارت فون دير لاين إلى أن الانقسامات بين العواصم الأوروبية منعت حتى الآن اتخاذ خطوات أكثر جذرية، مثل وقف تمويل الأبحاث أو حظر توريد الأسلحة، لكنها شددت على أن الاتحاد “لا يمكن أن يغض الطرف عن معاناة المدنيين”.

ردود فعل داخل البرلمان

الخطاب أثار انقسامًا واضحًا:

نواب يسار الوسط والخضر رحبوا بالإجراءات، وارتدى بعضهم ملابس حمراء تعبيرًا عن التضامن مع غزة.

نواب اليمين المتطرف، خصوصًا من حزب البديل من أجل ألمانيا، قاطعوا خطاب فون دير لاين بالهتافات، ما دفع رئاسة البرلمان للتدخل وتهدئة القاعة.

هيلدي فوتمانس، النائبة الليبرالية عن حزب رينيو والمفاوضة على قرار غزة، قالت إن خطاب فون دير لاين “حدد اتجاهًا جديدًا ومهمًا”، معربة عن أملها في أن يدفع هذا التغيير حزب الشعب الأوروبي (EPP) – الذي تنتمي إليه فون دير لاين – لدعم القرار بشأن غزة بعد أن كان قد انسحب من مفاوضات نص مشترك.

البعد الاقتصادي للعقوبات

يُعد الاتحاد الأوروبي الشريك التجاري الأكبر لإسرائيل، حيث مثّل نحو 32% من إجمالي تجارتها في عام 2024. وبلغت صادرات الاتحاد إلى إسرائيل 26.7 مليار يورو، معظمها من الآلات والمواد الكيميائية والسلع المصنعة.
لذلك، فإن أي تعليق محتمل للجوانب التجارية من اتفاقية الشراكة سيؤثر بشكل ملموس على الاقتصاد الإسرائيلي، حتى وإن لم يصل إلى حد العقوبات الصارمة أو حظر الأسلحة الذي يطالب به المجتمع المدني وعدد من الدول الأعضاء.

ورغم الزخم الذي أحدثه خطاب فون دير لاين، يبقى تمرير هذه الإجراءات معقدًا:

إيطاليا وألمانيا، لاعبان أساسيان في الاتحاد، لم يظهرا دعمًا واضحًا للتعليق التجاري.

المجر والتشيك والنمسا وبولندا، المعروفة بقربها من إسرائيل، من غير المرجح أن تتراجع عن موقفها الداعم.

يشار إلى أن تجارب سابقة، مثل مقترح استبعاد إسرائيل من صندوق “هورايزون” للأبحاث، فشلت بسبب غياب الأغلبية الكافية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى