رئيسيشؤون دولية

مسؤولون إسرائيليون ينسفون رواية ترامب حول ضربة الدوحة

كشف تقرير لموقع ديلي بيست نقلاً عن مصادر إسرائيلية أن البيت الأبيض كان على علم مسبق بالضربة الجوية الإسرائيلية التي استهدفت قادة من حركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة الأسبوع الماضي، في تناقض مباشر مع تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي أكد أنه لم يُبلّغ بالهجوم إلا بعد إطلاق الصواريخ.

وكتب ترامب عبر منصته تروث سوشيال أن القرار “اتخذه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ولم يكن قرارًا مني”. وأضاف أنه حاول تحذير قطر مسبقاً، وهو ادعاء نفاه لاحقاً مسؤولون إسرائيليون وأميركيون.

في المقابل، قال مسؤول إسرائيلي رفيع لموقع أكسيوس: “لو أراد ترامب إيقافها، لكان قادرًا على ذلك. عملياً، لم يفعل”. وأوضح أن واشنطن أُخطرت بالهجوم “قبل وقت طويل” عبر قنوات سياسية وعسكرية مشتركة بين نتنياهو وترامب.

“اعتذار ضمني”

الموقف العلني لترامب، الذي وصفه مراقبون بأنه غير مألوف، اعتُبر بمثابة “اعتذار ضمني” للدوحة، خاصة بعد شهرين من تبرع قطر للولايات المتحدة بطائرة بوينغ 747 تقدر قيمتها بـ400 مليون دولار.

ووفق تقرير أكسيوس، فقد وبّخ ترامب نتنياهو هاتفياً بعد الضربة وطالبه بعدم تكرارها، إلا أن التقرير الأخير يؤكد أن الرجلين ناقشا العملية مسبقاً، وأن ترامب لم يعترض عليها.

وبحسب مصادر إسرائيلية، أسفرت الضربة عن مقتل خمسة من عناصر حماس وضابط أمن قطري، فيما أكدت الحركة أن قادتها البارزين نجوا بعد مغادرة المبنى المستهدف بلحظات.

ورأى محللون أن الهجوم أضر بمساعي الوساطة، إذ كانت قطر، الحليف الوثيق لواشنطن، تلعب دور الوسيط الأساسي بين حماس وإسرائيل. رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني قال إن بلاده تحتفظ بـ“حق الرد”، مؤكداً أن محاولة اغتيال قيادة حماس “قتلت أي أمل” في تحرير الرهائن الإسرائيليين المتبقين في غزة.

نسف جهود الوساطة

قبل الهجوم، كانت حماس تدرس مقترحاً أميركياً لوقف إطلاق النار يتضمن إطلاق سراح جميع الرهائن مقابل إفراج إسرائيل عن أسرى فلسطينيين وانسحاب تدريجي من غزة تحت إشراف أميركي. ترامب نفسه صرّح قبل أيام من الضربة بأن اتفاقاً قد يتحقق “قريباً جداً”. لكن مع استهداف الدوحة، يرى مراقبون أن فرص التسوية تبخرت، بل إن بعض المسؤولين العرب اعتبروا أن نسف الوساطة كان الهدف النهائي من العملية الإسرائيلية.

ويقول مسؤولون إسرائيليون إن الرفض العلني من إدارة ترامب للهجوم جاء بدافع سياسي، في محاولة لامتصاص الغضب القطري والعربي، فيما كان الموقف الحقيقي أكثر مرونة خلف الأبواب المغلقة.

وقال أحد المسؤولين لموقع أكسيوس: “يحب التعامل بتحفظ مع ما يقولونه علناً”، مضيفاً أن الإدارة الأميركية كانت تملك دوافع قوية لتبرئة نفسها من العملية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى