رئيسيشئون أوروبية

اتهام مرشح رئاسي سابق في رومانيا بالتخطيط لانقلاب

وجّه الادعاء العام في رومانيا، اتهامات إلى المرشح الرئاسي السابق كالين جورجيسكو، أحد أبرز وجوه اليمين المتطرف والمشكك في حلف شمال الأطلسي، بالتخطيط لانقلاب عنيف بهدف زعزعة النظام الدستوري في البلاد.

وتعود القضية إلى ديسمبر/كانون الأول 2024، حين اعترضت الشرطة قافلة تضم 21 شخصًا، بعضهم مسلح بالسكاكين والبنادق، أثناء توجههم إلى العاصمة بوخارست. وقال بيان الادعاء إن المجموعة كانت تخطط لتنفيذ “أعمال عنيفة ذات طبيعة تخريبية” تهدد الأمن القومي والنظام الدستوري.

تفاصيل المؤامرة
لم يذكر البيان الرسمي اسم جورجيسكو بشكل مباشر، لكنه أشار إلى “مرشح رئاسي سابق” على صلة بالمجموعة، وهو ما أكدته وسائل إعلام محلية، لافتة إلى أن جورجيسكو خطط للعملية إلى جانب هوراتسيو بوترا، قائد إحدى المجموعات شبه العسكرية.

ووفق المدعين، اجتمع جورجيسكو وبوترا في 7 ديسمبر/كانون الأول 2024 للتخطيط للانقلاب، بعد يوم واحد من قرار المحكمة الدستورية إلغاء نتائج الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية التي جرت في نوفمبر، والتي فاز بها جورجيسكو، وذلك بدعوى وجود عملية نفوذ روسية واسعة.

وقد أدى قرار المحكمة إلى إدخال رومانيا في حالة من الفوضى السياسية. فقد خرج الآلاف من المتظاهرين إلى الشوارع احتجاجًا على إلغاء الانتخابات، في ظل اتهامات متبادلة بالتدخلات الأجنبية والانقسامات العميقة داخل البلاد.

ووفق الادعاء، حاول جورجيسكو استغلال حالة “التوتر الاجتماعي القصوى” لإشعال اضطرابات إضافية والتأثير على النظام الدستوري أو تعطيل مؤسسات الدولة.

محاكمة قادمة ومصير مجهول

أكد المدعي العام أليكس فلورينتا في مؤتمر صحفي أن جميع المشاركين الـ21 في المحاولة المزعومة سيُحاكمون بتهم تتعلق بالإرهاب والتآمر لقلب النظام. وأضاف أن مكان وجود بوترا لا يزال مجهولًا، لكن السلطات تعتقد أنه يسعى للحصول على اللجوء السياسي في روسيا.

وأشار فلورينتا إلى أن رومانيا كانت “هدفًا مفضلًا لحملات هجينة واسعة النطاق” شنتها موسكو خلال انتخابات 2024، تضمنت هجمات إلكترونية وحملات تضليل إعلامي تهدف إلى تقويض الثقة في المؤسسات الديمقراطية.

ويُعرف كالين جورجيسكو بمواقفه المتشددة ضد الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو، إضافة إلى خطابه الشعبوي الذي أكسبه قاعدة جماهيرية واسعة. لكنه مُنع لاحقًا من الترشح في انتخابات الإعادة التي جرت في مايو/أيار 2025، ما اعتبره مؤيدوه “انقلابًا قانونيًا” على إرادة الناخبين.

ورغم خروجه من السباق الرئاسي، ظل جورجيسكو شخصية مؤثرة في أوساط اليمين المتطرف، إذ تبنى خطابًا قوميًّا مناهضًا للمؤسسات الدولية، مع اتهامات متكررة للنخب السياسية في بوخارست بالفساد والتبعية للغرب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى