رئيسيشؤون دولية

الرئيسة مايا ساندو: روسيا تنفق مئات الملايين للتلاعب بانتخابات مولدوفا

قبل أيام من الانتخابات البرلمانية المقررة في 28 سبتمبر/أيلول 2025، أطلقت رئيسة مولدوفا، مايا ساندو، تحذيرًا حادًا بشأن تدخل روسي واسع النطاق يستهدف زعزعة استقرار البلاد وتقويض العملية الديمقراطية.

وجاءت تصريحاتها بالتزامن مع مداهمات أمنية شاملة نفذتها الشرطة المولدوفية ضد أشخاص يشتبه في ارتباطهم بخطط لإثارة اضطرابات بدعم مباشر من موسكو.

وقالت ساندو في خطاب علني: “يُنفق الكرملين مئات الملايين من اليوروهات لشراء مئات الآلاف من الأصوات على ضفتي نهر نيسترو وخارجه. الناس يُغرقون يوميًا بالأكاذيب، ويُدفَع لمئات الأفراد لإثارة الفوضى والعنف ونشر الخوف”.

وأوضحت أن نجاح روسيا في اختراق الانتخابات سيعني عواقب وخيمة وفورية، ليس فقط على الديمقراطية الناشئة في مولدوفا، بل على الاستقرار الإقليمي، التمويل الأوروبي، وحرية تنقل المواطنين.

المداهمات الأمنية

في وقت سابق من اليوم نفسه، شنت الشرطة المولدوفية مداهمات واسعة في جميع أنحاء البلاد، استهدفت مجموعات وأفرادًا يشتبه في تلقيهم دعمًا ماليًا أو تدريبات من روسيا للتحضير لأعمال عنف في فترة الانتخابات.

هذه العملية الأمنية تأتي بعد سلسلة تحذيرات من أجهزة الاستخبارات بأن موسكو لا تكتفي بالدعاية أو الهجمات السيبرانية، بل تعمل أيضًا على توجيه وتدريب عناصر لإثارة العنف في الشارع.

وتحذير ساندو لم يكن الأول؛ ففي يوليو/تموز، تحدثت عن “جهود غير مسبوقة” للتدخل الروسي في الانتخابات المقبلة.

وفي أغسطس/آب، كشف مستشار الأمن القومي ستانيسلاف سيكرييرو لـ بوليتيكو أن روسيا ركزت على التأثير في المولدوفيين المقيمين في أوروبا، عبر:

إنشاء منصات إعلامية وهمية تحاكي وسائل إعلام محلية.
بث تقارير كاذبة ومضللة.
شراء أصوات وتجنيد أفراد للتأثير في الحملات الانتخابية.

وأكد سيكرييرو أن “التدخل الروسي لا يقتصر على التضليل أو شراء الأصوات، بل يشمل أيضًا التدريب المباشر على أعمال العنف”.

خلفية: موقع مولدوفا الجيوسياسي

تقع مولدوفا بين أوكرانيا ورومانيا، وتشكل خط تماس حساس بين روسيا والاتحاد الأوروبي.

حكومة ساندو وحزبها “العمل والتضامن” (PAS) تتبنى خطًا مؤيدًا للاتحاد الأوروبي وتطمح إلى تسريع الاندماج مع بروكسل.

في المقابل، تراهن موسكو على قوى سياسية موالية لها وتستغل الانقسامات العرقية والجغرافية، خصوصًا في إقليم ترانسنيستريا الانفصالي المدعوم روسيًا.

هذا الوضع يجعل الانتخابات المقبلة اختبارًا محوريًا لمسار البلاد: إما تعزيز التوجه الأوروبي أو العودة إلى فلك النفوذ الروسي.

أبعاد إقليمية ودولية

التدخل الروسي في مولدوفا لا ينفصل عن المشهد الأوسع:
في أوكرانيا، يواصل الكرملين حربه المفتوحة منذ 2022.
في جورجيا، تكثف موسكو دعمها لأحزاب معارضة للغرب.
في البلقان، تثير موسكو التوترات العرقية وتدعم قوى قومية.

وبذلك، تُعتبر مولدوفا حلقة جديدة في استراتيجية الكرملين لزعزعة الدول المجاورة للاتحاد الأوروبي ومنع تمدد نفوذ بروكسل وحلف الناتو.

ردود أوروبية متوقعة

من المتوقع أن تثير تصريحات ساندو ردود فعل أوروبية قوية:

المفوضية الأوروبية قد تسعى لتوفير دعم انتخابي ولوجستي لمولدوفا، بما في ذلك مراقبين دوليين.

البرلمان الأوروبي قد يستخدم هذه الأزمة لتعزيز مساعي ضم مولدوفا إلى الاتحاد على المدى الطويل.

الدول الأعضاء في الناتو ستراقب الوضع عن قرب خشية انتقال الاضطرابات إلى أوكرانيا ورومانيا المجاورتين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى