Site icon أوروبا بالعربي

ماسك أول «نصف تريليونير» في التاريخ… لكن الأرقام تختلف بين فوربس وبلومبرغ

إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لتسلا

أصبح إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لتسلا، أول شخص في التاريخ تَبلُغ ثروته الصافية 500 مليار دولار، وفق التتبّع الفوري لـ«فوربس».

فقد بلغت ثروته 500.1 مليار دولار عند منتصف ليل الأربعاء/الخميس (بتوقيت الإمارات) قبل أن تتراجع إلى 499.1 مليارًا لاحقًا خلال اليوم، مدفوعةً بانتعاش سهم تسلا وارتفاع تقييمات شركاته الخاصة، خصوصًا xAI وسبيس إكس.

وارتفع سهم تسلا بأكثر من 14% منذ بداية 2025، وأغلق مرتفعًا بنحو 3.3% يوم إعلان الرقم القياسي، ما أضاف أكثر من 6 مليارات دولار إلى صافي ثروة ماسك في جلسة واحدة.

ويُعزى تحسّن المعنويات إلى عودة ماسك للتركيز على الأعمال بعد أشهر من الانشغال السياسي، إلى جانب الزخم الذي تراهن عليه تسلا في مجالات الروبوتات والذكاء الاصطناعي والروبوتاكسي.

وفي الخلفية، ارتفعت تقييمات xAI إلى نحو 75 مليار دولار في يوليو، بينما دارت تقديرات سبيس إكس حول 400 مليار دولار في صفقات ثانوية/داخلية هذا العام.

ومع أن ثروة ماسك ترتبط أساسًا بحصته في تسلا (نحو 12.4%)، فإن الوزن المتزايد لتقييمات شركاته غير المدرجة يمنح «حسابات فوربس» دفعة إضافية مقارنة بمناهج تحوّطية أخرى تُطبق خصومات سيولة على الأصول الخاصة. ولهذا السبب، يُقدّر «مؤشر بلومبرغ للمليارديرات» ثروة ماسك بنحو 470 مليار دولار فقط.

أين يقف الباقون في سباق القمم؟

بحسب «فوربس»، يحتل لاري إليسون (أوراكل) المركز الثاني بنحو 350.7 مليار دولار، يليه مارك زوكربيرغ بنحو 245.8 مليار دولار.

ويعكس الفارق الكبير بين ماسك وأقرب منافسيه أثر الارتفاعات الأخيرة لتسلا وتوسّع التقييمات الخاصة لشركات ماسك.

وتضع تسلا أمام مساهميها حزمة تعويض أداء تاريخية لماسك قد تبلغ قيمتها «الاسمية» تريليون دولار إذا وصلت القيمة السوقية للشركة إلى نحو 8.6 تريليون دولار خلال العقد المقبل، مع حزمة معايير تشغيلية.

هذه الخطة—المعلَنة أوائل سبتمبر—تعيد النقاش حول حوكمة تسلا، بعدما أبطل قاضٍ في ديلاوير حزمة سابقة تفوق 50 مليار دولار. غير أن المؤيدين يرون أن الحافز ضروري للاحتفاظ بماسك ودفعه لتحقيق قفزة نوعية في روبوتات التصنيع والذكاء الاصطناعي.

مفارقة «الرقم القياسي» وأداء السهم

على الرغم من العنوان البراّق لثروة الـ500 مليار، ظل سهم تسلا هذا العام ضمن الأضعف أداءً داخل مجموعة «السبعة العظام» بسبب تراجع هوامش السيارات الكهربائية وضعف نمو الشحنات، قبل أن تتحسن التوقعات مع تركيز الإدارة على خطوط الربحية الجديدة (البرمجيات، القيادة الذاتية، الروبوتات).

بمعنى آخر: الرقم القياسي في صافي الثروة لم يأتِ من طفرة مفاجئة في مبيعات السيارات بقدر ما جاء من «قصة» توسّع متعددة المحركات تتجاوز المركبات إلى منظومة ذكاء اصطناعي واسعة.

لماذا تختلف القيم بين فوربس وبلومبرغ؟

المنهجية: تُطبّق «بلومبرغ» خصومات سيولة على الحصص الخاصة وقد تستخدم قيَم صفقات داخلية مُحافظة، بينما تميل «فوربس» إلى احتساب تقديرات أحدث للتقييمات الخاصة دون خصومات كبيرة، ما يفسّر فجوة العشرات من المليارات بين المؤشرين.

الحساسية اليومية: تتبدّل الثروة «الورقية» لمالكي الحصص الكبرى بسرعة مع تغيّر سعر تسلا يوماً بيوم، لذلك تكرار لمس مستوى 500 مليار ثم التراجع إلى 499.1 مليار ليس تناقضًا بل انعكاس لتذبذب السوق اللحظي.

إلى أين بعد «نصف التريليون»؟

حتى مع الزخم السعري الأخير، يبقى مسار تسلا نحو تريليونات التقييم مراهنًا على تحويل الوعود التكنولوجية إلى تدفقات نقدية:

الروبوتاكسي/القيادة الذاتية: تسعير برمجيات القيادة كمصدر إيراد اشتراكي مرتفع الهامش.

الروبوتات (أوبتيموس): إن نجحت في التصنيع والخدمات اللوجستية، قد تُعيد تعريف مضاعفات الشركة.

الذكاء الاصطناعي (xAI): سباق محتدم مع عمالقة التقنية على نماذج بحجم أعمال قابل للتسييل.

وتاريخيًا، كلما ارتفعت التوقعات اتسعت المخاطر: هبوط مفاجئ في تسلا أو تبدّد شهية المستثمرين تجاه شركات ماسك الخاصة يمكن أن يقتطع عشرات المليارات من «الثروة الدفترية» في أيام قليلة.

لكن في المقابل، أي اختراق تشغيلي كبير (تصريح لروبوتاكسي، عقود سبيس إكس، تمويل xAI بتقييم أعلى) قد يُرسّخ ماسك فوق عتبة 500 مليار لفترة أطول.

Exit mobile version