Site icon أوروبا بالعربي

مرشحة اشتراكية تنتقد الناتو والاتحاد الأوروبي تتصدر السباق الرئاسي في أيرلندا

كاثرين كونولي، الاشتراكية المستقلة ورئيسة بلدية جالواي السابقة

تتقدم كاثرين كونولي، الاشتراكية المستقلة ورئيسة بلدية جالواي السابقة، في السباق الرئاسي الأيرلندي، متفوقة على منافستها الوزيرة السابقة هيذر همفريز من حزب فاين جايل الوسطي.

وأظهر أحدث استطلاع للرأي حصول كونولي على 55.7% من التأييد، مقابل 31.6% لهامفريز، ما يجعلها على أعتاب خلافة الرئيس الاشتراكي الحالي مايكل دي هيغينز، لتواصل إرث رؤساء أيرلنديين من المعارضة أو الخارج السياسي التقليدي.

وعرفت كونولي بمواقفها الصريحة والمعارضة للمؤسسات الكبرى، فقد انتقدت حلف شمال الأطلسي، وصوتت ضد معاهدات الاتحاد الأوروبي، ووجهت انتقادات حادة للولايات المتحدة بسبب دعمها لإسرائيل في الحرب على غزة.

علاوة على ذلك، دافعت عن دور محتمل لحركة حماس في أي تسوية فلسطينية مستقبلية، ما أثار استياء الحكومة الأيرلندية ورئيس الوزراء مايكل مارتن، إضافة إلى وزير الخارجية سيمون هاريس.

وتؤكد كونولي أن منصب الرئاسة، الذي يتمتع بطابع شرفي إلى حد كبير، يمكن أن يكون منصة لتحدي المؤسسات الحاكمة وتقديم رؤى مستقلة، خصوصًا في موضوع السياسة الخارجية.

وفي المناظرة التلفزيونية الأخيرة، أكدت أنها ستواجه أي رئيس أجنبي بما في ذلك دونالد ترامب إذا كان النقاش حول “الإبادة الجماعية”، مشيرة إلى استعدادها للانتقاد العلني لدعم الولايات المتحدة لإسرائيل.

ويُعزى تقدم كونولي في الانتخابات جزئيًا إلى قدرتها على توحيد القوى المعارضة في الجناح اليساري، حيث انضم إليها حزب شين فين الوطني، متخليًا عن ترشيح مرشحه، ما منح حملتها دعمًا أوسع من المعتاد.

كما حظيت بدعم شخصيات بارزة مثل ماري لو ماكدونالد وزعيمة أيرلندا الشمالية ميشيل أونيل، في حين غاب بعض حلفائها السابقين مثل ميك والاس وكلير دالي عن الحملة، الذين فقدوا مقاعدهم في انتخابات البرلمان الأوروبي الأخيرة.

تاريخيًا، تعرف كونولي بمواقفها المعارضة للسياسات الغربية الأحادية، فقد قامت بجولة عام 2018 في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية مع نواب آخرين، مما أثار جدلاً واسعًا حول العلاقة مع نظام الأسد قبل سقوطه على يد الثوار.

وقد رفضت كونولي مرارًا ربط نفسها بتلك الزيارات، معتبرةً ذلك محاولات لتشويه صورتها السياسية.

لكن هذه المواقف تثير قلق الدبلوماسيين الأيرلنديين، الذين يخشون من أن تصدر تصريحات الرئيس الجديد رسائل متناقضة على الساحة الدولية، خاصة وأن أيرلندا تعتمد اقتصاديًا على الشركات الأمريكية متعددة الجنسيات، وتحظى بدعم الاتحاد الأوروبي بعد خروج بريطانيا.

ووصف بوبي ماكدونا، السفير الأيرلندي السابق لدى المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، مواقف كونولي بأنها “معادية للاتحاد الأوروبي أساسًا” وأن تصريحاتها حول الإنفاق الدفاعي الألماني وعسكرة الثلاثينيات “سخيفة”، محذرًا من أن هذه المواقف قد تؤثر على سمعة أيرلندا ومصالحها الدولية.

وفي حال فوزها، ستشكل كونولي نموذجًا للرؤساء الأيرلنديين المستقلين الذين يستخدمون المنصب للتعبير عن مواقف نقدية وجريئة، خصوصًا تجاه السياسات الغربية وحلف شمال الأطلسي، مما قد يفتح فصلاً جديدًا في السياسة الرئاسية الأيرلندية، ويضع الحكومة في مواجهة مع موقف رسمي محتمل للبلاد يتسم بالانتقاد الصريح للمؤسسات الدولية الكبرى.

Exit mobile version