حلفاء أوكرانيا يبحثون بدائل للاستخبارات إذا توقفت الولايات المتحدة عن الدعم

يواصل حلفاء أوكرانيا دراسة سبل سد الثغرات الاستخباراتية المحتملة في حال قررت الولايات المتحدة حجب المعلومات العسكرية الحيوية، بعد تهديد الرئيس دونالد ترامب بوقف تبادل هذه البيانات إذا لم توافق كييف على خطة السلام المقترحة.
وقال جيمس أباتوراي، الرئيس المؤقت لبرنامج ديانا للابتكار الدفاعي التابع لحلف الناتو، إن القدرات الأمريكية في هذا المجال “فريدة ولا غنى عنها”.
وأشار إلى أن هناك خيارات تجارية جديدة يمكن للبلدان الاستفادة منها لتعزيز قدراتها، خصوصًا في مجال صور الأقمار الصناعية، والتي لعبت دورًا محوريًا في توقع الهجمات الروسية وتوجيه الضربات الأوكرانية.
واستشهد أباتوراي بشركة الفضاء الفنلندية “آيس آي”، التي بدأت بتقديم خدمات المراقبة والاستخبارات للأقمار الصناعية للقوات المسلحة الأوروبية وبعض البيانات بالفعل لأوكرانيا.
وأوضح أن إعادة تجهيز التكنولوجيا وإعادة توجيهها قد تكون عملية بطيئة ومكلفة، في حين تحتاج أوكرانيا إلى دعم فوري على الأرض.
وأكد جوست إلستاك، نائب رئيس شركة ICEYE، أن الشركة تمتلك بين خمسة وعشرة أقمار صناعية في المدار، وتتوقع إطلاق عشرة إلى خمسة عشر قمرًا آخر خلال العامين المقبلين، مشيرًا إلى أن الاهتمام الأوروبي بشركته ازداد بعد تهديدات ترامب وتهديدات إيلون ماسك بقطع خدمة “ستارلينك” عن أوكرانيا.
من جانبه، أشار أندريوس كوبيليوس، المفوض الأوروبي للدفاع والفضاء، إلى أن أوروبا لديها بعض أنظمة الأقمار الصناعية المتقدمة، مثل جاليليو للملاحة وكوبرنيكوس لمراقبة الطقس، لكنها لا تزال متأخرة في بعض المجالات الحساسة، مشيرًا إلى أن النظام الأوروبي الجديد IRIS² سيبدأ العمل بحلول عام 2030.
وأضاف: “إذا قررت أوكرانيا الاستمرار، فسوف نستمر في تقديم الدعم”.
وأوضح جيمس بيزان، عضو مجلس العموم الكندي ووزير الدفاع في حكومة الظل، أن كندا قد تساعد في سد بعض الثغرات، مشيرًا إلى مشاركة بلاده سابقًا لصور رادارسات-2 مع أوكرانيا، والتي ساعدت القوات على متابعة ما يجري على الحدود وما بعدها.
لكنه أكد أن هناك معلومات استخباراتية حيوية تجمعها الولايات المتحدة بشكل حصري داخل تحالف “العيون الخمس”، ولن تكون متاحة بسهولة في حال سحبها عن كييف.
وأكدت الجنرال جيني كارينيان، رئيسة أركان الدفاع الكندية، أن غياب الدعم الأمريكي سيخلق ثغرات عدة، خصوصًا في القدرة على توجيه ضربات دقيقة داخل روسيا، لكنها لفتت إلى أن الطائرات المسيرة يمكن أن توفر بدائل جزئية، مشددة على ضرورة التكيف والبحث عن حلول أخرى.
وخلال مؤتمر هاليفاكس للأمن الدولي، الذي جمع مسؤولي الدفاع من أوروبا وحلف الناتو، لم يحضر أي قادة عسكريين أمريكيين، مما زاد من حيرة الحلفاء بشأن جدية التهديد الأمريكي، وما إذا كان مجرد خطوة تفاوضية أم تهديد فعلي.
وفي هذا السياق، حجز الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا مقاعدهم في المحادثات القادمة حول خطة ترامب للسلام، والتي يُرجّح أن تُعقد في جنيف، بينما أمل السيناتور الأمريكي مايك راوندز أن يكون تهديد ترامب جزءًا من صفقة تفاوضية تحقق توازنًا بين المصالح الأمريكية والأوكرانية.



