رئيسيشئون أوروبية

حزب البديل من أجل ألمانيا يسعى لإعادة صياغة صورته رغم تطرفه المستمر

يحاول بعض قادة حزب البديل من أجل ألمانيا (AfD) تحسين صورة الحزب المتطرفة، لكن الجهود المبذولة لا تزال تصطدم بالحقائق المتعلقة بتطرفه العميق والجذري.

ومع اقتراب الانتخابات الإقليمية في ألمانيا، يظهر الحزب كقوة محتملة لتولي السلطة لأول مرة في ولايات عدة، وسط استطلاعات رأي تشير إلى حصوله على نسب تأييد مرتفعة تصل إلى 38% في بعض الولايات، مثل مكلنبورغ فوربومرن.

ويمثل ليف إريك هولم، المرشح البارز للحزب في ولاية مكلنبورغ فوربومرن، نموذجا للمرشح الذي يسعى الحزب لتقديمه كواجهة معتدلة. هولم، الذي كان سابقًا دي جي إذاعيًا، يظهر بمظهر ودود ويدعو إلى الحوار مع خصومه السياسيين.

إذ من بين مقترحاته حال توليه السلطة تعزيز الاستثمار في التعليم وضمان تعلم أطفال المهاجرين اللغة الألمانية قبل دخول المدارس. ويصف نفسه بأنه “رجل لطيف” يسعى لخدمة بلده.

لكن وراء هذه الصورة الودودة، توجد حسابات سياسية واضحة. تسعى أليس فايدل، الرئيسة المشاركة للحزب على المستوى الوطني، إلى إعادة صياغة هوية الحزب، معتبرة أن التطرف العلني قد يقف عائقًا أمام وصول الحزب إلى السلطة.

ومن ضمن جهودها الابتعاد عن الشخصيات المثيرة للجدل مثل بيورن هوكه وماكسيميليان كراه، اللذين أدت تصريحاتهما السابقة إلى انتقادات قانونية وجماهيرية.

 

ورغم هذه المحاولات الشكلية، يظل التطرف حاضرًا بقوة داخل الحزب، خصوصًا في معاقله في شرق ألمانيا.

ومنذ تأسيسه عام 2013 كحزب مشكك في الاتحاد الأوروبي، ازدادت حدة تطرفه، مستغلًا قضية الهجرة لجذب قاعدة متطرفة. وقد صنّفت وكالة الاستخبارات الداخلية الفيدرالية الحزب كجماعة متطرفة، وهو ما يعكس الجذور العميقة لهذه النزعة.

في الوقت نفسه، يسعى الحزب لتعزيز علاقاته الخارجية مع قوى يمينية حول العالم، بما في ذلك الجمهوريين المؤيدين لترامب في الولايات المتحدة وأحزاب اليمين الشعبوي في أوروبا.

وقد زارت فايدل رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان لتعزيز الروابط، وسعت لإعادة بناء علاقاتها مع حزب مارين لوبان في البرلمان الأوروبي، في إطار جهودها لكسب الشرعية السياسية محليًا ودوليًا.

لكن محاولات تعديل الصورة لا تلقى قبولًا كاملًا داخل الحزب. أولريش سيغموند، المرشح الرئيسي في ولاية ساكسونيا أنهالت، يعكس التوتر بين الصورة المعتدلة والتطرف الحقيقي للحزب.

ورغم أنه يحاول تقديم نفسه كرجل عادي مهتم بمستقبل بلده، فإن سجله المرتبط بالتيار المتطرف، بما في ذلك حضوره اجتماعات سرية حول ترحيل المهاجرين، يظهر استمرار الهيمنة الأيديولوجية المتطرفة.

كما قلّل سيغموند من شأن الهولوكوست ورفض وصفه بأنه أسوأ جريمة في التاريخ، وهو ما يذكر بخطاب بعض أكثر الأصوات تطرفًا في الحزب.

ويعكس هذا التباين بين الواجهة المعتدلة والتطرف العميق صعوبة مهمة فايدل في إعادة تشكيل صورة الحزب. بعض القادة، مثل تينو شروبالا، يعارضون تعديل العلاقات مع موسكو، ويظهرون ودًا تجاه روسيا، مما يثير استياء من يحاولون تقديم الحزب كقوة سياسية محترمة.

في النهاية، يبدو أن حزب البديل من أجل ألمانيا يعيش صراعًا داخليًا بين السعي لتوسيع شعبيته وجذب القواعد المعتدلة، وبين الجذور المتطرفة التي أسست شهرته ونفوذه السياسي، مما يجعل أي إعادة صياغة حقيقية صعبة التحقيق قبل الانتخابات المقبلة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى