اعتقال واعتداء على أطباء داعمين لحركة العمل الفلسطيني أمام سجن بريطاني

أفاد أطباء وناشطون حقوقيون بتعرّض عدد من الأطباء للاعتقال والاعتداء من قبل الشرطة البريطانية خلال احتجاج أمام سجن برونزفيلد، للمطالبة بتقديم رعاية طبية عاجلة لسجينة مرتبطة بحركة «العمل الفلسطيني» كانت مضربة عن الطعام وتعاني من آلام حادة في الصدر.
وقالت الطبيبة أوليفيا براندون، وهي طبيبة طوارئ تعمل في هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS)، إنها تعرّضت لما وصفته بـ«الخنق» على يد ضباط شرطة أثناء مشاركتها في الاحتجاج، ما أدى إلى فقدانها الوعي ونقلها لاحقًا إلى المستشفى لإجراء فحوصات، بينها تصوير بالأشعة المقطعية.
وأوضحت براندون أن الشرطة سحبتها من غطاء رأس معطفها، ما تسبب في تضييق مجرى الهواء لديها.
وجاءت الاحتجاجات للمطالبة بإرسال سيارة إسعاف إلى السجينة قيصر زهرة، التي بدأت إضرابًا عن الطعام منذ أكثر من 46 يومًا، احتجاجًا على ظروف احتجازها، ولديها تاريخ عائلي من أمراض القلب.
وبحسب داعميها، فقد اشتكت زهرة من آلام شديدة في الصدر وأسفل الظهر ومنطقة الكلى منذ مساء الثلاثاء، ما أثار مخاوف جدية بشأن حالتها الصحية.
وقالت براندون إن فريق السجن رفض في البداية استدعاء سيارة إسعاف بحجة أن نتائج تخطيط القلب كانت «طبيعية»، مؤكدة أن هذا التبرير لا يستبعد وجود حالات طبية خطرة.
وأضافت أن أي مريض يعاني من ألم حاد في الصدر يجب نقله فورًا إلى المستشفى، محذّرة من احتمالات الإصابة بجلطة رئوية أو التهاب رئوي، وهما حالتان تتطلبان فحوصات عاجلة بالأشعة.
وبحسب روايات الأطباء، حاولت براندون الاتصال مباشرة بخدمة الإسعاف في جنوب شرق إنجلترا، لكنها أُبلغت بأن السجن لن يسمح بدخول سيارة إسعاف في حال إرسالها. وتنص إرشادات هيئة الخدمات الصحية الوطنية على أن آلام الصدر قد تستدعي تقييمًا عاجلًا واستجابة خلال أقل من 19 دقيقة.
في وقت لاحق، انضم طبيب آخر من هيئة الخدمات الصحية الوطنية، هو آيو مويت، إلى الاحتجاج للمطالبة بالإسعاف. غير أن الشرطة اعتقلته لاحقًا، بعد أن طُلب منه في البداية الحضور إلى «مقابلة طوعية» على خلفية ادعاءات باعتدائه على أحد موظفي السجن، وهي ادعاءات نفى شهود عيان صحتها.
وقال الطبيب جيمس سميث، الذي كان حاضرًا في المكان، إن مويت تصرّف بهدوء واحترام ولم يلمس أي عنصر من الشرطة أو موظفي السجن.
وأضاف أن الشرطة غيّرت موقفها فجأة، وأقدمت على اعتقاله بالقوة، حيث تم تقييده والضغط على صدره أثناء اقتياده إلى سيارة الشرطة.
وتصاعد التوتر عندما جلس متظاهرون في الطريق لمنع مغادرة سيارة الشرطة، ما دفع الضباط إلى سحب عدد منهم بالقوة. وأكد شهود أن براندون جُرّت على الأرض قبل أن تفقد وعيها.
وبعد ساعات من الاحتجاج، وصلت سيارة إسعاف أخيرًا لنقل زهرة إلى المستشفى قرابة الساعة الثانية والنصف بعد الظهر، ما دفع المحتجين إلى التفرق.
من جهتها، أعلنت شرطة ساري في بيان أنها اعتقلت ثلاثة أشخاص خلال الاحتجاج، بتهم تتعلق بالاعتداء وإتلاف ممتلكات، دون التعليق على التفاصيل الطبية أو مزاعم استخدام القوة المفرطة.
وتأتي هذه الحادثة في سياق أوسع من الجدل حول إضرابات الطعام التي يخوضها ستة سجناء متهمين بالارتباط بحركة «العمل الفلسطيني» منذ حظرها في يوليو الماضي، وسط مطالبات بالإفراج عنهم بكفالة وتحقيق مستقل في ظروف احتجازهم والرعاية الطبية المقدمة لهم.



