شنت روسيا، فجر الثلاثاء، واحدة من أعنف موجات القصف الجوي على أوكرانيا منذ أسابيع، مستخدمة عشرات الصواريخ الجوالة ومئات الطائرات المسيّرة، في هجوم واسع سبق أعياد الميلاد وأثار مخاوف من تصعيد إضافي خلال فترة العطلة.
وامتدت الضربات إلى العاصمة كييف و13 منطقة أخرى، مخلفة قتلى وجرحى وأضرارًا كبيرة في البنية التحتية المدنية والطاقة.
وأعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في بيان صباحي، أن القوات الروسية أطلقت أكثر من 650 طائرة مسيّرة وأكثر من 30 صاروخًا باتجاه الأراضي الأوكرانية خلال ساعات الليل.
ووصف الهجوم بأنه «رسالة واضحة حول أولويات موسكو»، معتبرًا أن توقيته قبيل عيد الميلاد يعكس «رفض روسيا لأي تهدئة حقيقية أو وقف للقتل».
وقال زيلينسكي: «ضربة قبل عيد الميلاد، حين يتطلع الناس إلى قضاء الوقت مع عائلاتهم بأمان. ضربة في خضم محادثات لإنهاء هذه الحرب. بوتين لا يستطيع تقبّل فكرة توقف القتال، وهذا يعني أن الضغط الدولي على روسيا لا يزال غير كافٍ».
وجاءت الغارات بعد أيام من محادثات استضافها وسطاء أمريكيون في ولاية فلوريدا، وُصفت بأنها «بناءة»، في محاولة لإحياء مسار دبلوماسي يفضي إلى خفض التصعيد.
إلا أن الهجوم الروسي بدد آمالًا بتهدئة وشيكة، خصوصًا بعد تجاهل موسكو دعوة المستشار الألماني فريدريش ميرتس لوقف إطلاق النار خلال عطلة عيد الميلاد.
وفي تحذير صريح، قال زيلينسكي في منشور على تطبيق «تيليغرام» مساء الاثنين إن روسيا تخطط لمزيد من الهجمات خلال الأيام المقبلة، داعيًا الجيش والمواطنين إلى أعلى درجات الحيطة.
وأضاف: «يجب على الجيش أن يحمي قدر الإمكان، رغم النقص المؤسف في معدات الدفاع الجوي. وعلى الناس أن ينتبهوا بشدة هذه الأيام — لا شيء مقدس لدى هؤلاء».
ميدانيًا، أسفرت الضربات عن إصابة خمسة أشخاص في كييف، بحسب رئيس الإدارة العسكرية المحلية تيمور تكاتشينكو. وفي محيط العاصمة، قُتل شخص وأُصيب ثلاثة آخرون، وفق دائرة الطوارئ الحكومية.
كما أعلنت السلطات مقتل شخص في منطقة خميلنيتسكي غرب البلاد، ووفاة طفل لاحقًا في منطقة جيتومير جراء هجوم بطائرة مسيّرة.
وفي منطقة تشيرنيهيف الشمالية، واصل رجال الإطفاء جهودهم للسيطرة على حرائق اندلعت بسبب هجمات مسيّرات استمرت طوال الليل.
أما في أوديسا الساحلية، فقد تضرر أكثر من 120 مبنى، إلى جانب منشآت للطاقة والموانئ، بما في ذلك سفينة مدنية، في هجوم أعاد إلى الأذهان انقطاعات كهرباء واسعة شهدتها المدينة منتصف ديسمبر.
وتأتي هذه التطورات فيما تعاني أوكرانيا من تحديات متزايدة في الدفاع الجوي مع حلول الشتاء، وسط مطالبات متجددة من كييف لحلفائها الغربيين بتسريع تزويدها بالمنظومات اللازمة.
وبينما يترقب الأوكرانيون موسم أعياد قلقًا، تبدو المؤشرات على الأرض وكأنها تنذر باستمرار القصف، رغم المساعي الدبلوماسية المتعثرة.

